فجاءه في بعض السنين فقال له مثل ذلك فقال له أبو دلف ما تفنى هذه الأرضون التي إلى جانب ضيعتك فغضب وانصرف عنه وقال .
( يا نفسُ لا تجزَعي من التّلَفِ ... فإن في الله أعظمَ الخَلَفِ ) .
( إن تَقْنَعي باليَسِيرِ تَغْتَبِطي ... ويُغْنِكِ الله عن أبي دُلَفِ ) .
قال وكان بَكْر بنُ النَطاح يأتي قرةَّ بنَ مُحرِز الحنفيّ بكْرمان فيعطيه عشرة آلاف درهم ويُجري عليه في كل شهر يقيم عنده ألف درهم فاجتاز به قرة يوماً وهو ملازم في السوق وغرماؤه يطالبونه بدين فقال له ويحك أما يكفيك ما أعطيك حتى تستدين وتلازم في السوق فغضب عليه وانصرف عنه وأنشأ يقول .
( ألا يا قُرّ لاتَكُ سَامرِيّاً ... فتَتْرك َمَنْ يَزُورك في جِهادِ ) .
( أتعْجب أنْ رأيتَ عليَّ دَيْناً ... وقد أودَى الطّرِيفُ مع التِّلادِ ) .
( ملأتُ يَدِي منَ الدُّنيا مِراراً ... فما طَمِعَ العَوَاذِلُ في اقْتِصادي ) .
( ولا وَجَبت عليَّ زَكاةُ مالٍ ... وهل تَجِبُ الزّكاةُ على جَوَادِ ) .
أخبرني محمد بن مزيد بن أبي الأزهر قال حدثنا حماد بن إسحاق عن أبيه قال .
كنت يوماً عند علي بن هشام وعنده جماعة فيهم عمارة بن عقيل فحدثته أن بكر بن النطاح دخل إلى أبي دلف وأنا عنده فقال لي أبو دلف يا أبا محمد أنشدني مديحاً فاخراً تستطرفه فبدر إليه بكر وقال أنا أنشدك أيها الأمير بيتين