بلغني أن أبا دلف لحق أكراداً قطعوا الطريق في عمله وقد أردف منهم فارس رفيقاً له خلفه فطعنهما جميعاً فأنفذهما فتحدث الناس بأنه نظم بطعنة واحدة فارسين على فرس فلما قدم من وجهه دخل إليه بكر بن النطاح فأنشده .
صوت .
( قالوا ويَنْظِم فارسَيْن بطَعْنَةٍ ... يوم الِّلقاء ولا يَراهُ جَليلاً ) .
( لا تَعْجَبوا فَلَو أنّ طُولَ قَناتِه ... ميلٌ إذاً نَظَم الفوارسَ ميلاً ) .
قال فأمر له أبو دلف بعشرة آلاف درهم فقال بكر فيه .
( له راحةٌ لو أن مِعْشار جُودهِا ... على البَرّكان البَرُّ أندى من البَحْرِ ) .
( ولو أنّ خَلْقَ الله في جِسْم فارِس ... وبارزَه كان الخليَّ من العُمْر ) .
( أبا دُلَف بُورِكْتَ في كل بَلْدةٍ ... كما بُورِكَتْ في شهْرها لَيلةُ القَدْرِ ) .
أخبرني أحمد بن عبيد الله بن عمار وعيسى بن الحسين قالا حدثنا يعقوب بن إسرائيل قال حدثني أبو زائدة قال .
كان بكر بن النطاح الحنفي يتعشق غلاماً نصرانياً ويجن به وفيه يقول .
( يا مَنْ إذا دَرَس الإنْجِيلَ كان له ... قَلْبُ التَّقِيِّ عن القُرآن مُنْصَرَفا ) .
( إنِّي رأَيتُك في نومي تُعانِقُنِي ... كما تُعانِق لامُ الكاتِب الألِفا ) .
أخبرني محمد بن القاسم الأنباري قال حدثني الحسن بن عبد الرحمن الربعي قال .
كان بكر بن النطاح يأتي أبا دلف في كل سنة فيقول له إلى جنب أرضي أرض تباع وليس يحضرني ثمنها فيأمر له بخمسة آلاف درهم ويعطيه ألفاً لنفقته