قال ابن الكلبي ومن الناس من يزعم أن ليلى هذه التي يهواها مزاحم العقيلي هي التي كان يهواها المجنون وأنهما اجتمعا هو ومزاحم في حبها .
قال الأصبهاني وقد أخبرني بشرح هذا الخبر الحسن بن علي قال حدثنا عبد الله بن أبي سعد عن علي بن الصباح عن ابن الكلبي قال .
كان مزاحم بن مرة العقيلي يهوى امرأة من قشير يقال لها ليلى بنت موازر ويتحدث إليها مدة حتى شاع أمرهما وتحدثت جواري الحي به فنهاه أهلها عنها وكانوا متجاورين وشكوه إلى الأشياخ من قومه فنهوه واشتدوا عليه فكان يتفلت إليها في أوقات الغفلات فيتحدثان ويتشاكيان ثم انتجعت بنو قشير في ربيع لهم ناحية غير تلك قد نضرها غيث وأخصبها فبعد عليه خبرها واشتاقها فكان يسأل عنها كل وارد ويرسل إليها بالسلام مع كل صادر حتى ورد عليه يوماً راكب من قومها فسأله عنها فأخبره أنها خطبت فزوجت فوجم طويلاً ثم أجهش باكياً وقال .
( أتاني بظَهْر الغَيْب أن قد تَزَوَّجت ... فظلَّت بي الأرضُ الفَضاء تَدورُ ) .
وذكر الأبيات الماضية .
وقد أنشدني هذه القصيدة لمزاحم ابن أبي الأزهر عن حماد عن أبيه فأتى بهذه الأبيات وزاد فيها