ما لنا ولك قد فضحتنا وأخزيتنا تعرضت لابن قنبر فهاجيته حتى إذا أمكنته من أعراضنا انخزلت عنه وأرعيته لحومنا فلا أنت سكت ووسعك ما وسع غيرك ولا أنت لما انتصرت انتصفت فقال له مسلم فما أصنع فأنا أصبر عليه فإن كف وإلا تحملت عليه بإخوانه فإن كف وإلا وكلته إلى بغيه ولنا شيخ يصوم الدهر ويقوم الليل فإن أقام على ما هو عليه سألته أن يسهر له ليلة يدعو الله عليه فيها فإنها تهلكه فقال له الأنصاري سخنت عينيك أو بهذا تنتصف ممن هجاك ثم قال له .
( قد لاذ من خوفِ ابنِ قَنبر مُسلمٌ ... بدُعاء والِده مع الأسحارِ ) .
( ورأيتُ شرَّ وعيده أن يشتكي ... ما قد عراه إلى أخٍ أو جارِ ) .
( ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ قد هتكْتَ حريمنَا ... وفضَحت أُسرتَنا بني النجارِ ) .
( عمَّمتَ خَزْرَجَنا ومَعشَر أوْسِنا ... خِزياً جَنيتَ به على الأنصارِ ) .
( فعليكَ من مولىً وناصرِ أُسرةٍ ... وعشيرةٍ غضَبُ الإِله البارِي ) .
قال فكاد مسلم أن يموت غماً وبكاء وقال له أنت شر علي من ابن قنبر ثم أثاب رحمي فهتك ابن قنبر ومزقه حتى تركه وتحمل عليه بابنه وأهله حتى أعفاه من المهاجاة .
ونسخت هذا الخبر من كتاب جدي يحي بن محمد بن ثوابة بخطه قال .
حدثني الحسن بن سعيد قال حدثني منصور بن جمهور قال .
لما هجا ابن قنبر مسلم بن الوليد أمسك عنه مسلم بعد أن أشلى عليه لسانه قال فجاءه عم له فقال له يا هذا الرجل إنك عند الناس فوق ابن قنبر في عمود الشعر وقد بعث عليك لسانه ثم أمسكت عنه فإما أن قارعته أو سالمته فقال له مسلم إن لنا شيخاً وله مسجد يتهجد فيه وله بين ذلك