مدة وأخرسه ثم أثاب مسلم بعد أن انخزل وأفحم فهتك ابن قنبر حتى كف عن مناقضته فكان يهرب منه فإذا لقيه مسلم قبض عليه وهجاه وأنشده ما قاله فيه فيمسك عن إجابته ثم جاءه ابن قنبر إلى منزله واعتذر إليه مما سلف وتحمل عليه بأهله وسأله الإمساك فوعده بذلك فقال فيه .
( حَلُم ابنُ قَنْبَرَ حين أَقْصَر جهلُه ... هل كان يَحلُم شاعِرٌ عن شاعِرِ ) .
( ما أنتَ بالحَكَم الذي سُمِّيتَه ... غالتْك حِلْمَك هَفْوةٌ من قاهرِ ) .
( لو لا اعْتِذارُك لارْتَمى بك زاخِرٌ ... مَرِحُ العُبابَ يَفوتُ طرف النَّاظِرِ ) .
( لا تُرتِعَنْ لَحمِي لِسانَك بعدَها ... إنّي أخاف عليك شَفْرَةَ جَازِرِ ) .
( واستَغْنِم العَفوَ الذي أُوتِيتَه ... لا تأمنَنَّ عُقوبةً من قادِرِ ) .
أخبرني الحسن بن علي قال حدثنا محمد بن ا لقاسم بن مهرويه قال حدثني محمد بن عبد الله أبو بكر العبدي قال .
رأيت مسلم بن الوليد وابن قنبر في مسجد الرصافة في يوم جمعة وكل واحد منهما بإزاء صاحبه وكانا يتهاجيان فبدأ مسلم فقال .
( أنا النَّار في أحجارها مُستكنَّةٌ ... فإن كنتَ ممن يقدحُ النّارَ فاقدحِ ) .
فأجابه ابن قنبر فقال .
( قد كنتَ تَهوِي وما قوسى بمُوتَرة ... فكيف ظنُّك بي والقوسُ في الوَترِ ) .
قال فوثب إليه مسلم وتواخزا وتواثبا وحجز الناس بينهما فتفرقا .
أخبرني الحسن بن علي قال حدثني محمد بن القاسم بن مهرويه قال حدثني علي بن عبيد الكوفي قال حدثني علي بن عمروس الأنصاري قال .
جاء رجل من الأنصار ثم من الخزرج إلى مسلم بن الوليد فقال له ويلك