الوليد فقال بعضهم صَريعُ الغواني فقال العباس ذاك ينبغي أن يسمى صريع الغيلان لا صريع الغواني وبلغ ذلك مسلما فقال يهجوه .
( بَنُو حَنِيفَةَ لا يَرْضَى الدّعيُّ بهم ... فاتُركْ حَنيفَةَ واطلُب غيرَها نَسَبَا ) .
( فاذهبْ فأنت طَلِيقُ الحِلْم مُرْتَهَنٌ ... بسَوْرة الجَهْلِ ما لم أَمْلِك الغَضَبَا ) .
( اذْهَبْ إلى عَرَبِ تَرْضَى بنِسْبَتهم ... إني أَرَى لَك خَلْقاً يُشبِهُ العَرَبا ) .
( مُنِّيتَ مِنّي وقد جَدّ الجِرَاءُ بنا ... بغَايةٍ مَنَعَتْك الفَوْتَ والطَّلَبَا ) .
أخبرني محمد بن يزيد قال حدثنا حماد بن إسحاق عن أبيه عن جده قال قلت لمسلم بن الوليد ويحك أما استحييت من الناس حين تهجو خزيمة بن خازم ولا استحييت منا ونحن إخوانك وقد علمت أنا نتولاه وهو من تعرف فضلاً وجوداً فضحك وقال لي يا أبا إسحاق لغيرك الجهل أما تعلم أن الهجاء آخذ بضبع الشاعر وأجدي عليه من المديح المضرع وما ظلمت مع ذلك منهم أحداً وما مضى فلا سبيل إلى رده ولكن قد وهبت لك عرض خزيمة بعد هذا قال ثم أنشدني قوله في سعيد بن سلم .
( دُيونُك لا يُقْضَى الزّمانَ غَرِيمُها ... وبُخْلُك بُخلُ البَاهِلِيِّ سَعِيدِ ) .
( سَعِيدُ بنُ سَلْم أبَخلُ الناس كُلِّهم ... وما قومُه من بُخله بِبَعيدِ ) .
فقلت له وسَعيدُ بنُ سَلْم صَديقي أيضاً فهبه لي فقال إن أَقبْلتَ على ما يَعنيك وإلا رَجعْت فيما وهبت لك من خزيمة فأمسكت عنه راضياً بالكفاف