قال فأنشدت هذه الأبيات يزيد بن مزيد فأمر له بخمسمائة درهم ثم ذكرته بالرقة فقلت له هذا الشاعر الذي قد مدحك فأحسن يقتصر به على خمسمائة درهم فبعث إليه بخمسمائة درهم أخرى قال فقال لي مسلم جاءتني وقد رهنت طيلساني على رؤوس الإخوان فوقعت مني أحسن موقع .
أخبرني محمد بن عمران قال حدثنا العنزي عن محمد بن بدر العجلي عن إبراهيم بن سالم عن أبي فرعون مولى يزيد بن مزيد قال .
ركب يزيد يوماً إلى الرشيد فتغلف بغالية ثم لم يلبث أن عاد فدعا بطست فغسل الغالية وقال كرهت أن أكذب قول مسلم بن الوليد .
( لا يَعبَق الطِّيبُ خَدّيْهِ ومَفرِقَه ... ولا يُمَسِّح عَينَيْه من الكُحُلِ ) .
أخبرني جعفر بن قدامة قال حدثني عبد الله بن أبي سعد قال حدثني أبو توبة قال .
كان مسلم بن الوليد جالساً بين يدي يزيد بن مزيد فأتاه كتاب فيه مهم له فقرأه سراً ووضعه ثم أعاد قراءته ووضعه ثم أراد القيام فقال له مسلم بن الوليد .
( الحَزْمُ تَحْرِيقهُ إن كنت ذا حَذَر ... وإنَّما الحَزْم سُوءُ الظَّنِّ بالنَّاسِ ) .
( لقد أتاك وقد أَدّى أمانتَه ... فاجعل صِيانَتَه في بَطْنِ أرماسِ ) .
قال فضحك يزيد وقال صدقت لعمري وخرق الكتاب وأمر بإحراقه