زهيراً نائماً وكان رجلاً عظيم البطن فاعتمد التيمي بالسيف على بطن زهير حتى أخرجه من ظهره مارقاً بين الصفاق وسلمت أعفاج بطنه وظن التيمي أنه قد قتله وعلم زهير أنه قد سلم فتخوف أن يتحرك فيجهز عليه فسكت وانصرف ابن زيابة إلى قومه فقال لهم قد والله قتلت زهيراً وكفيتكموه فسرهم ذلك ولما علم زهير أنه لم يقدم عليه إلا عن ملأ من قومه بكر وتغلب وإنما مع زهير نفر من قومه بمنزلة الشرط أمر زهير قومه فغيبوه بين عمودين في ثياب ثم أتوا القوم فقالوا لهم إنكم قد فعلتم بصاحبنا ما فعلتم فأذنوا لنا في دفنه ففعلوا فحملوا زهيراً ملفوفاً في عمودين والثياب عليه حتى إذا بعدوا عن القوم أخرجوه فلففوه في ثيابه ثم حفروا حفيرة وعمقوا ودفنوا فيها العمودين ثم ساروا ومعهم زهير فلما بلغ زهير أرض قومه جمع لبكر وتغلب الجموع وبلغهم أن زهيرا حي فقال ابن زباية .
( طَعْنَةً ما طَعَنتُ في غَبَش اللَّيل ... زُهَيرا وقد تَوافَى الخُصومُ ) .
( حين تَجْبِي له المواسِمَ بَكرٌ ... أَينَ بَكْر وأَيْنَ منها الحُلومُ ) .
( خانَنِي السيفُ إذ طَعنتُ زُهَيْراً ... وهو سيفٌ مُضلِّل مَشؤومُ ) .
زهير يغزو بكراً وتغلب .
قال وجمع زهير بني كلب ومن تجمع له من شُذاذ العرب والقبائل ومن أطاعه من أهل اليمن فغزا بكراً وتغلب ابني وائل وهم على ماء يقال له الحبي وقد كانوا نذروا به فقاتلهم قتالاً شديداً ثم انهزمت بكر