فقلت إني أنفذ فيك ما أمرني به فقال تنفذ في ما أمرت به ألا تستحي ويحك مني ومن تربيتي إياك قلت فلا بد من أن تعلمني ما أمرك به أمير المؤمنين قال فإني لست أحسنه ولكن فلانة تحسنه هاتوها فجاءت وجعلت تطارحني حتى أخذت الأصوات الثلاثة وجعل كل من جاء يومئذ لا يحجبه ليروني وجاريته تطارحني .
فلما أخذت الأصوات رجعت إلى محمد وأخبرته الخبر وحضر إسحاق فغنيته إياها فطرب وجعل إبراهيم بن المهدي يقول أحسن والله أحسن والله فلما فرغت قال إسحاق لا والله ما أحسن ولا أصاب هو ولا إبراهيم في استحسانه ولقد جهدت الجارية جهدها أن يأخذه عنها فلم يتوجه له ثم اندفع فغناها فكأني والله كنت ألعب عندما سمعت .
ثم أقبل على إبراهيم بن المهدي فقال له كم أقول لك ليس هذا من علمك ولا مما تحسنه وأنت تكابر وتدخل نفسك فيما لا تحسنه فقال ألا تراه يا أمير المؤمنين يصيرني مغنيا فقال له إسحاق ولم تجحد ذلك أو أسررت إلي منه شيئا لم تظهره للناس وتعلمهم إياه ومتى صرت تأنف من هذا وأنت تتبجح به فليتك تحسنه والله ما تفرق بين الخطأ والصواب فيه وإن شئت الآن ألقيت عليك ثلاثين مسألة من أي علم شئت فإن أجبت في واحدة منهن وإلا علمت أنك متكلف فقال يا أمير المؤمنين يستقبلني بهذا بين يديك قال وما هذا مما لا أستقبلك به فقال له محمد نعم اختر ما شئت حتى نسألك عنه فقال إنما يفعل هذا الصبيان وانكسر حتى رحمته فقلت لمحمد يا أمير المؤمنين لعلك ترى مع هذا القول أنه لا يحسن بلى والله إنه ليحسن كل شيء وما يقدر أحد أن يقول هذا غيري وإنه ليتقدم كثيرا من الناس في كل شيء فجعل محمد يضحك وهو يقول تشجه بيد وتدهنه بيد وتجرحه بيد وتأسوه بيد