قال لي مخارق دعاني يوما محمد المخلوع فدخلت عليه وعنده إبراهيم بن المهدي فقال غنني يا مخارق فغنيته أصواتا عديدة فلم يطرب لها وقال هذا كله معاد فغنني .
( لقد أزمعت للبين هِندٌ زِيالها ... ) .
فقلت والله ما أحسنه فقال غنني .
( لا والذي نُحِرتْ له البُدْنُ ... ) .
فقلت لا والله ما أحسنه فقال غنني .
( يا دارَ سُعْدَى سقى أَطلالَكِ الدِّيَما ... ) .
فقلت لا والله لا أحسنه فغضب وقال ويلك أسألك عن ثلاثة أصوات فلا تحسن منها واحدا فقال له إبراهيم بن المهدي ما ذنبه إسحاق أستاذه وعليه يعتمد وهو يضايقه في صوت يعلمه إياه فقلت قد والله صدق ما يعطيني شيئا ولا يعلمنيه قال فما دواؤه فقد والله أعياني فقال له إبراهيم توكل به من يصب على رأسه العذاب حتى يعلمه مائة صوت قال أما هذا فبعيد ولكن اذهب إليه عني فمره أن يعلمك هذه الثلاثة الأصوات فإن فعل وإلا فصب السوط على رأسه حتى يعلمك .
فدخلت إلى إسحاق فجلست بغير أمره وسلمت سلاما منكرا ثم أقبلت عليه فقلت يأمرك أمير المؤمنين أن تعلمني كذا وكذا قال ما أحسنه