( وعَدَا الهْجرُ على الوصْل ... بأَسيافٍ حِدادِ ) .
( قل لِمَنْ زيَّف وُدِّي ... لستَ أهلاً لِودادي ) .
قال فغناه إياه وسقاه رطلا ثم قال يا غلام مقارع فجىء بها فأمر به فبطح وأمر بضربه فضرب خمسين مقرعة وهو يستغيث فلا يكلمه ثم قال له احلف بالطلاق أنك لا تذكرني أبدا وإلا كان هذا دأبك إلى الليل فحلف الطلاق ثلاثا على ما أمره به ثم أقيم فأخرج عن الدار فجعلنا نضحك بقية يومنا من حمقه .
أخبرني عمي قال حدثنا عبد الله بن أبي سعد قال حدثنا أحمد بن محمد قال حدثني إسحاق بن عمر بن بزيع قال .
أتيت مخارقا ذات يوم ومعي زرزور الكبير لنقيم عنده فوجدته قد أخرج رأسه من جناح له وهو مشرف على المقابر يغني هذا البيت ويبكي .
( أينَ الملوكُ التي كانت مُسَلَّطةً ... ) .
قال فاستحسنا ما سمعناه منه استحسان من لم يسمع قط غناء غيره فقال لنا انصرفوا فليس في فضل اليوم بعد ما رأيتم قال محمد وكان والله مخارق ممن لو تنفس لأطرب من يسمعه استماع نفسه .
الظباء تصغي لغناء مخارق .
وذكر محمد بن الحسن الكاتب أن محمد بن أحمد بن يحيى المكي حدثه عن أبيه قال .
خرج مخارق مع بعض إخوانه إلى بعض المتنزهات فنظر إلى قوس مذهبه مع أحد من خرج معه فسأله إياها فكأن المسؤول ضن بها قال وسنحت ظباء بالقرب منه فقال لصاحب القوس أرأيت إن تغنيت صوتا فعطفت عليك به خدود هذه الظباء أتدفع إلي هذه القوس قال نعم فاندفع يغني