قال يا إسحاق هذا والله صاحب اللواء غدا إن مات أبوك .
أخبرني الحسن بن علي الخفاف قال حدثني محمد بن القاسم بن مهرويه قال حدثني هارون بن مخارق عن أبيه قال .
رأيت وأنا حدث كأن شيخا جالسا على سرير في روضة حسنة قد دعاني فقال لي غنني يا مخارق فقلت أصوتا تقترحه أم ما حضر فقال ما حضر فغنيته بصنعتي في .
صوت .
( دَعِي القَلبَ لا يزْدَدْ خَبالاً مع الذي ... به منك أو داوِي جَواه المُكتَّما ) .
( وليس بتزْويِق اللسانِ وصوْغِه ... ولكنَّه قد خالط اللَّحمَ والدَّمَا ) .
ولحن مخارق فيه ثقيل أول وفيه لابن سريج رمل .
قال فقال لي أحسنت يا مخارق ثم أخذ وترا من أوتار العود فلفه على المضراب ودفعه إلي فجعل المضراب يطول ويغلظ والوتر ينتشر ويعرض حتى صار المضراب كالرمح والوتر كالعذبة عليه وصار في يدي علما ثم انتبهت فحدثت برؤياي إبراهيم الموصلي فقال لي الشيخ بلا شك إبليس وقد عقد لك لواء صنعنك فأنت ما حييت رئيس أهلها .
قال مؤلف هذا الكتاب وأظن أن الشاعر الذي مدح مخارقا إنما عنى هذه الرؤيا بقوله .
( لقد عَقَد الشَّيخُ الذي غرَّ آدما ... وأخرجَه من جَنَّةٍ وحدائقِ ) .
( لِواءَيْ فُنونٍ للقريض وللغِنا ... وأقسَم لا يُعطِيها غيرَ حاذِقِ )