قال رجل لأبي العتاهية وقد حضرته الوفاة هل في نفسك شيء تشتهيه قال أن يحضر مخارق الساعة فيغنيني .
( سيُعرَض عن ذِكري وتُنْسَى مودَّتي ... ويحدثُ بعدي للخليل خليلُ ) .
( إذا ما انقضت عنِّي من الدهر مُدَّتي ... فإن غَناء الباكيات قليلُ ) .
أخبرني عمي قال حدثنا محمد بن علي بن حمزة العلوي قال حدثنا علي بن الحسين بن الأعرابي قال .
لقى مخارق أبا العتاهية فقال له يا أبا إسحاق أأنت القائل .
( اصْرِف بطَرْفِك حيثُ شِئتَ ... فلن تَرى إلاَّ بخيلا ) .
قال له نعم قال بخلت الناس جميعا قال فاصرف بطرفك يا أبا المهنأ فانظر فإنك لن ترى إلا بخيلا وإلا فأكذبني بجواد واحد فالتفت مخارق يمينا وشمالا ثم أقبل عليه فقال صدقت يا أبا إسحاق فقال له أبو العتاهية فديتك لو كنت مما يشرب لذررت على الماء وشربت .
عندما يغني مخارق يترك الناس أعمالهم .
أخبرني إسماعيل بن يونس الشيعي قال حدثنا عمر بن شبة قال حدثني بعض آل نوبخت قال .
كان أبي وعبد الله بن أبي سهل وجماعة من آل نوبخت وغيرهم وقوفا بكناسة الدواب في الجانب الغربي من بغداد يتحدثون فإنهم لكذلك إذ أقبل مخارق على حمار أسود وعليه قميص رقيق ورداء مسهم قال فيم كنتم فأخبروه فقال دعوني من وسواسكم هذا أي شيء لي عليكم إن رميت بنفسي بين قبرين من هذه القبور وغطيت وجهي وغنيت صوتا فلم يبق