السلام والناس يرتحلون للخروج إلى مكة فنظر إليهم واجتماعهم وازدحامهم فقال لأصحابه الذين خرجوا معه قد جاء في الخبر أن ابن سريج كان يتغنى في أيام الحج والناس بمنى فيستوقفهم بغنائه وسأستوقف لكم هؤلاء الناس وأستلهيهم جميعا لتعلموا أنه لم يكن ليفضلني إلا بصنعته دون صوته ثم اندفع يؤذن فاستوقف أولئك الخلق واستلهاهم حتى جعلت المحامل يغشى بعضها بعضا وهو كالأعمى عنها لما خامر قلبه من الطرب لحسن ما يسمع .
مخارق وأبو العتاهية .
أخبرني أحمد بن جعفر جحظة قال حدثني ابن أخت الحاركي وأبو سعيد الرامهرمزي وأخبرني علي بن سليمان الأخفش قال حدثنا محمد بن يزيد الأزدي عن أحمد بن عيسى الجلودي عن محمد بن سعيد الترمذي وكان إسحاق إذا ذكر محمدا وصفه بحسن الصوت ثم قال قد أفلتنا منه فلو كان يغني لتقدمنا جميعا بصوته قالوا .
جاء أبو العتاهية إلى باب مخارق فطرقه واستفتح فإذا مخارق قد خرج إليه فقال له أبو العتاهية يا حسان هذا الأقليم يا حكيم أرض بابل أصبب في أذني شيئا يفرح به قلبي وتنعم به نفسي فقال انزلوا فنزلنا فغنانا قال محمد بن سعيد فكدت أسعى على وجهي طربا قال وجعل أبو العتاهية يبكي ثم قال له يا دواء المجانين لقد رققت حتى كدت أحسوك فلو كان الغناء طعاما لكان غناؤك أدما ولو كان شرابا لكان ماء الحياة .
نسخت من كتاب ابن أبي الدنيا حدثني بعض خدم السلطان قال