أنك سمعتها منه فقلت له وأية أبيات فقال وهل يخفى القمر قوله .
( إنّ الَّتِي زَعَمَتْ فؤادك مَلَّها ... ) .
فأنشدته إياها فلما بلغت إلى قوله فقلت لعلها قال أحسن والله هذا والله الدائم العهد الصادق الصبابة لا الذي يقول .
( إن كان أهلُكِ يَمْنَعونكِ رَغْبَةً ... عَنّي فأَهْلِي بي أضَنُّ وأرغَبُ ) .
اذهب لاصحبك والله ولا وسع عليك يعني قائل هذا البيت لقد عدا الأعرابي طوره وإني لأرجو أن يغفر الله لصاحبك يعني عروة لحسن ظنه بها وطلبه العذر لها قال فعرضت عليه الطعام فقال لا والله ما كنت لآكل بهذه الأبيات طعاما إلى الليل وانصرف .
ذكر ما في هذا الخبر من الغناء .
في الشعر المذكور فيه لعروة في البيت الأول والرابع من الأبيات خفيف رمل بالوسطى نسبه ابن المكي إلى ابن مسجح وقيل إنه من منحوله إليه وفيهما وفي البيت الثالث من شعر ابن أذينة خفيف ثقيل لابن الهربذ والبيت .
( ويبيتُ بين جَوانِحي حُبٌّ لها ... لو كان تحت فِرَاشِها لأَقَلَّها ) .
أخبرني الحرمي بن أبي العلاء قال حدثنا الزبير بن بكار قال حدثنا عمر بن أبي بكر المؤملي قال أخبرنا عبد الله بن أبي عبيدة قال قلت لأبي السائب المخزومي ما أحسن عروة بن أذينة حيث يقول .
صوت .
( لَبِثُوا ثَلاثَ مِنىً بِمَنْزِلِ غِبْطَةٍ ... وهُم على غَرَضٍ لَعَمْرُك ما هُمُ ) .
( مُتجاوِرِين بغَيْر دارِ إقامةٍ ... لو قد أجدَّ رَحِيلُهم لم يَنْدَمُوا )