خرج ابن أذينة إلى هشام بن عبد الملك في قوم من أهل المدينة وفدوا عليه وكان ابنه مسلمة بن هشام سنة حج أذن لهم في الوفود عليه فلما دخلوا على هشام انتسبوا له وسلموا عليه فقال ما جاء بك يا ابن أذينة فقال .
( أَتينا نمُتُّ بأرحامِنا ... وجِئْنا بإذْن أبي شَاكِر ) .
( فإنَّ الذي سارَ مَعروفُه ... بنجْدٍ وَغار مع الغَائِرِ ) .
( إلى خَيْر خِنْدِفَ في ملكها ... لِبادٍ من النَّاس أو حَاضِر ) .
فقال له هشام ما اراك إلا قد أكذبت نفسك حيث تقول .
( لقد عَلِمْتُ وما الإسرافُ من خُلُقِي ... أن الذي هو رِزْقِي سوفَ يأْتِيني ) .
( أسعَى له فيُعَنّيني تَطلُّبُه ... ولو جلست أتاني لا يُعَنِّينِي ) .
فقال له ابن أذينة ما أكذبت نفسي يا أمير المؤمنين ولكني صدقتها وهذا من ذاك ثم خرج من عنده فركب راحلته إلى المدينة فلما أمر لهم هشام بجوائزهم فقده فقال أين ابن أذينة فقالوا غضب من تقريعك له يا أمير المؤمنين فانصرف راجعا إلى المدينة فبعث إليه هشام بجائزته .
أخبرنا وكيع قال حدثنا هارون بن محمد قال حدثنا الزبير بن بكار قال حدثني عمي عن عروة بن عبيد الله قال .
كان عروة بن أذينة نازلا مع أبي في قصر عروة بالعقيق وخرج أبي يوما يمشي وأنا معه وابن أذينة ونظر إلى غنم كانت له في يدي راع يقال له