ليله ثم قال افرشوا لي على دجلة ففعلوا فقعد ينظر إلى الماء وقد رأى زيادة عجيبة فسمع غناء في هذا الشعر .
صوت .
( جَرَى السيلُ فاستَبْكانِيَ السَّيْلُ إذ جَرَى ... وفاضَت له من مُقْلَتَيَّ غُرُوبُ ) .
( وما ذاكَ إلاّ حين خُيِّرتُ أنَّهُ ... يمُرُّ بوادٍ أنتِ منه قَرِيبُ ) .
( يكونُ أُجاجاً ماؤُه فإذا انْتَهَى ... إليكم تَلقَّى طِيبَكم فيَطِيبُ ) .
( فيا ساكِني شَرْقيّ دِجْلة كُلُّكم ... الى القَلْب من أجل الحَبِيبِ حَبيبُ ) .
الشعر للعباس بن الأحنف والغناء للزبير بن دحمان خفيف رمل بالوسطى عن الهشامي .
فسأل عن الناحية التي فيها الغناء فقيل دار ابن المسيب فبعث إليه أن ابعث بالمغني فإذا هو الزبير بن دحمان فسأله عن الشعر فقال هو للعباس بن الأحنف فأحضر واستنشده فأنشده إياه وجعل الزبير يغنيه وعباس ينشده وهو يستعيدهما حتى أصبح وقام فدخل إلى أم جعفر فسألت عن سبب دخوله فعرفته فوجهت إلى العباس بألف دينار وإلى الزبير بألف دينار أخرى .
أخبرني عمي قال حدثني علي بن محمد عن جده حمدون قال .
تشوق الرشيد بغداد وهو بالرقة فانحدر إليها وأقام بها مدة وخلف هناك بعض جواريه وكانت حظية له فيهن خلفها لمغاضبة كانت بينه