قد بلغنا حيث أمرنا قال أجل ثم أمر ابنة أعنق أن تفتح الباب وقال لها كل ما دخل دارك فهو لك .
مدحه عبيد الله بن أبي بكرة .
وأقام بالأهواز ودعا ندماء كانوا له من فتيان العرب فلم يبق طريف ولا مغن إلا أتاه واستماحه جماعة قصدوه من أهل البصرة والكوفة والشام فأعطاهم ولم يفارق أناهيد ومعه شيء من المال وجعل القوم يسألونه عن عبيد الله بن أبي بكرة وكيف هو وأخلاقه وجوده فقال .
( يُسائِلُني أهلُ العِراق عن النَّدَى ... فقلتُ عُبيْدُ الله حِلْفُ المكارِم ) .
( فتى حاتمِيٌّ في سِجستانَ رَحله ... وحَسبُك جُوداً أن يكون كحاتِم ) .
( سَما لِينالَ المكْرُماتِ فنالَها ... بِشِدّة ضِرْغام وَبَذْلِ الدّراهم ) .
( وحِلْمٍ إذا ما سَوْرةُ الحقْد أطلَقت ... حُبَا القَوْم عند الفادِح المُتفاقِم ) .
( وإنّ له في كلِّ حيٍّ صَنيعةً ... يُحدِّثها الرُّكبانُ أهلَ المَواسِم ) .
( دَعاني إليه جودُه وَوفاؤه ... ومَنْ دون مَسراه عُداةُ الأعاجِم ) .
( فلم أَبْقَ إلا جُمْعةً في جِوارِه ... ويَوْمَيْنِ حلاًّ من أليَّةِ آثِم ) .
( إلى أن دَعاني زَانَه الله بالعُلا ... فأنبَت رِيشي من صَميم القَوادِم ) .
( وقال إذا ما شئتَ يا بنَ مُفرِّغ ... فعُدْ عودةً ليست كأَضْغاثِ حالم ) .
( فقلتُ له - لا يُبعد اللهُ دارَه - ... أعودُ إذا ما جئتُكم غيرَ حاشِم ) .
( وأحمدْتُ وِرْدِي إذْ وردتُ حِياضَه ... وكلُّ كريم نُهزَةٌ للأَكارِمِ ) .
( فأصبَح لا يرجُو العِراقُ وأهلُه ... سِواه لنَفع أو لِدفْع العَظائم )