ثم ارتحل وشيعه عبيد الله إلى قرية على أربعة فراسخ يقال لها زالق ثم قال له يا بن مفرغ إنه ينبغي للمودع أن ينصرف وللمتكلم أن يسكت وأنا من قد عرفت فأبق على الأمل وحسن ظنك بي ورجائك في وإذا بدا لك أن تعود فعد والسلام .
قال وسار ابن مفرغ حتى أتى رامهرمز فنزل بقرية أبجر فنزلت إليه بنت الأبجر فقالت يا بن مفرغ لمن هذا المال قال لابنة أعنق دهقانة الأهواز وإذا رسولها في القافلة بكتابها إنك لو كنت على العهد الأول لتعجلت إلي ولم تساير ثقلك ولكن قد علمت أن المال الذي أعطاكه عبيد الله قد شغلك عني قال فأعطى رسولها مالا على أن يقول فيه خيرا وقد قال لابنة أبجر في جواب قولها له .
( حَباني عُبيْدُ الله يابنةَ أَبجرِ ... بهذا وهذا للجُمانة أجْمعُ ) .
( يَقَرّ بعيني أن أراها وأهلَها ... بأفضل حالٍ ذاك مرْأَى ومَسمَعُ ) .
( وخُبِّرتُها قالت لقد حال بَعدنا ... فقد جعلت نفسي إليها تَطَلّعُ ) .
( وقلتُ لها لمّا أتاني رسولُها ... وأيُّ رَسولٍ لا يضرُّ وينفعُ ) .
( أُحِبُّك ما دامَتْ بنَجْد وشيجةٌ ... وما رُفِعت يوماً إلى الله إصبعُ ) .
( وإني مَلءٌ يا جُمانةُ بالهَوى ... وصِدْقِ الهوى إن كان ذلك يُقْنِعُ ) .
قال فلما انتهت رسل عبيد الله بن أبي بكرة معه إلى الأهواز قالوا له