خلاصك منه من غير أمره ولا عهد منه ولا عقد ابق أيها الرجل على نفسك وأقم بموضعك وابن بأهلك وانظر في أمرك فإن جد عزمك كنت حينئذ وما تختاره قال دع ذا عنك هو بالرحمن كافر إن عدل عن الأهواز ولا عرج على شيء غيرها ومضى لوجهه من غير أن يعلم أهله وقال قصيدته .
( سَمَا برقُ الجُمانة فاستَطارا ... لعلّ البرقَ ذاك يَحورُ نارا ) .
( قعدتُ له العِشاءَ فهاج شَوقِي ... وذكَّرني المَنازِلَ والدِّيارا ) .
( ديارٌ للجُمانة مقْفِراتٌ ... بَلِينَ وهِجْن للقَلْب ادِّكارا ) .
( فلم أملِك دُموعَ العَيْن مِنِّي ... ولا النَّفسَ التي جاشَت مِرارا ) .
( بُسرَّقَ فالقُرَى من صَهرتاجٍ ... فدير الراهب الطلل القِفارا ) .
( فقلتُ لصاحبي عرِّجْ قَليلاً ... نُذاكِرْ شوقَنا الدُّرسَ البَوارا ) .
( بآية ما غَدَوْا وهُمُ جَمِيعٌ ... فكاد الصبُّ ينتَحِر انْتِحارا ) .
( فقال بكَوْا لفقدك منذُ حِينٍ ... زمانا ثم إنَّ الحيَّ سَارا ) .
( بدِجْلةَ فاستمرَّ بهم سَفِينٌ ... يَشُقُّ صُدُورُها اللُّجَجَ الغِمارا ) .
( كأن لم أَغْنَ في العَرَصاتِ منها ... ولم أّذْعَرْ بقاعَتِها ِ صُوارا ) .
( ولم أسمع غِناءً من خَلِيل ... وصوتَ مُقَرْطَقٍ خَلَع العِذَار ) .
قال فقدم البصرة فذكر لعبيد الله بن زياد مقدمه فلم يعرض له وأرسل إليه أن أقم آمنا فأقام بالبصرة أشهرا يختلف من البصرة إلى الأهواز فيزور أناهيد ويقيم عندها