هجاؤه بني زياد .
وخرج فأقام بكرمان حتى غلب ابن الزبير على العراق وهرب ابن زياد وكان أهل البصرة قد أجمعوا على قتله فخرج عن البصرة هاربا فعاد ابن مفرغ إلى البصرة وعاود هجاء بني زياد فقال يذكر هرب عبيد الله وتركه أمه بقوله .
( أعُبَيدُ هَلاّ كنتَ أَوَّلَ فارسٍ ... يوم الهِياج دعا بحَتْفِك داعِ ) .
( أسلمْتَ أُمَّكَ والرِّماحُ تَنوشُها ... يا ليتَني لك ليلةَ الإِفزاعِ ) .
( إذ تَسْتغيث وما لنفسِك مانعٌ ... عبْدٌ تردِّدُه بدارِ ضيَاعِ ) .
( هلاّ عجوزك إذ تُمَدُّ بثَدْيِها ... وتَصيح ألاّ تَنْزِعُنَّ قِناعِي ) .
( أنقذتَ من أيدي العُلوجِ كأنها ... رَبْداءُ مُجفِلةٌ ببطن القاعِ ) .
( فركبتَ رأسَك ثم قلتَ أرى العِدَا ... كَثُروا وأَخلفَ مَوْعِدي أشْياعِي ) .
( فانْجى بنَفْسِك وابتغي نَفَقاً فما ... لي طاقَةٌ بك والسلامُ وَدَاعِي ) .
( ليسَ الكَريمُ بمَنْ يُخَلِّف أُمَّه ... وفَتاتَه في المَنزلِ الجَعجاع ) .
( حَذَر المَنِيَّةِ والرِّماحُ تَنوشُه ... لم يَرْمِ دون نِسائه بكُراع ) .
( مُتأبِّطاً سيفاً عليه يَلْمَقٌ ... مثل الحمار أثرتَه بيَفاعِ ) .
( لا خيرَ في هَذِرٍ يهُزُّ لسانَه ... بكلامه والقلبُ غيرُ شُجاعِ )