معي بجماعتكم إلى يزيد بن معاوية فإن أهل اليمن قد تحركوا بالشام فركب خالد بن عبد الله بن خالد بن أسيد وأمية بن عبد الله أخوه وعمر بن عبيد الله بن معمر ووجوه من خزاعة وكنانة وخرجوا إلى يزيد فبينا هم يسيرون ذات ليلة إذ سمعوا راكبا يتغنى في سواد الليل بقول ابن مفرغ ويقول .
( إنَّ تركِي نَدَى سَعِيدِ بن عُثمانَ ... بن عفَّانَ ناصِري وعدِيدِي ) .
( واتِّباعي أخَا الضَّرَاعةِ واللُّؤم ... لنقصٌ وفَوتُ شَأوٍ بَعيدِ ) .
( قلتُ واللَّيلُ مُطبِقٌ بعُراه ... ليتَني مِتُّ قبل تركِ سِعيدِ ) .
( ليتني مِتُّ قبل تَرْكي أخا النَّجْدة ... والحَزْم والفَعالِ الَّسديدِ ) .
( عَبْشميٌّ أبُوه عبدُ مَنافٍ ... فازَ منها بتاجها المَعقُودِ ) .
( ثُمّ جُودٌ لو قِيلَ هل من مَزيدٍ ... قلتُ للسائلين ما من مَزيدِ ) .
( قُلْ لقَوْمي لَدَى الأباطح مِنْ آل ... لُؤَيِّ بنِ غالبٍ ذِي الجُودِ ) .
( سامَني بعدَكم دَعِيُّ زيادٍ ... خُطَّةَ الغادر اللئيم الزَّهيد ) .
( كانَ ما كانَ في الأراكة واجتَبَّ ... ببُرْدٍ سَنامَ عِيسِي وجِيدِي ) .
( أوْغلَ العَبدُ في العُقوبة والشَّتْم ... وأوْدَى بطارِفي وتليدِي ) .
( فارحلوا في حليفكم وأخيكم ... نحوَ غوْث المُسْتَصْرِخِين يزيدِ ) .
( فاطلبوا النَّصفَ من دَعيِّ زيادٍ ... وسلوني بما ادّعيْتُ شهُودِي ) .
قال فدعا القوم بالراكب فقالوا له ما هذا الذي سمعناه منك تغني به فقال هذا قول رجل والله إن أمره لعجب رجل ضائع بين قريش واليمن وهو رجل الناس قالوا ومن هو قال ابن مفرغ قالوا والله ما رحلنا إلا فيه وانتسبوا له فضحك وقال أفلا أسمعكم من قوله أيضا قالوا بلى فأنشدهم قوله