( أمّا الأراكُ فكانَتْ من مَحارِمِنا ... عَيْشاً لَذِيذاً وكانت جَنَّةً رَغَدا ) .
( كانت لنا جَنَّةً كُنَّا نَعِيشُ بها ... نفنى بها إن خَشينَا الأَزْل والنَّكَدا ) .
( يا لَيْتَني قبل ما نابَ الزَّمانُ به ... أهلي لقيت على عُدْوانِه الأَسَدا ) .
( قد خَانَنا زَمَن لم نَخْشَ عَثْرَته ... مَنْ يأْمَن اليومَ أم مَنْ ذا يَعِيشُ غَدا ) .
( لامَتْنِيَ النَّفْسُ في بُرْد فقلت لها ... لا تَهْلَكِي إثْرَ بُرْدٍ هَكَذا كَمَدا ) .
( كَمْ من نَعِيمٍ أصبْنا من لذاذَتِه ... قُلْنا له إذ تولَّى ليتَه خَلَدَا ) .
هربه إلى البصرة .
قالوا وعلم ابن مفرغ أنه أقام على ذم عباد وهجائه وهو في محبسه زاد نفسه شرا فكان يقول للناس إذا سألوه عن حبسه ما سببه رجل أدبه أمير ليقوم من أوده أو يكف من غربه وهذا العمري خير من جر الأمير ذيله على مداهنة لصاحبه فلما بلغ عبادا قوله رق له وأخرجه من السجن فهرب حتى أتى البصرة ثم خرج منها إلى الشام وجعل ينتقل في مدنها هاربا ويهجو زيادا وولده .
وقال المدائني في خبره .
لما بلغ عباد بن زياد أن ابن المفرغ قال .
( سَبَق عَبَّاد وصَلَّت لِحْيَتُه ... ) .
دعا ابنه والمجلس حافل فقال له له أنشدني هجاء أبيك الذي هجي به فقال أيها الأمير ما كلف أحد قط ما كلفتني فأمر غلاما له أعجميا وقال له قم على رأسه فإن أنشد ما أمرته به وإلا فصب السوط على رأسه أبدا أو ينشده فأنشده أبياتا هجي بها أبوه أولها .
( قَبَحَ الأِلهُ ولا يُقبِّح غيره ... وَجْهَ الحمار رَبِيعةَ بن مُفرِّغ )