أخذهما منه هذه رواية مسلمة .
وأما لقيط وعمر بن شبة فإنهما ذكرا أنه باعهما عليه فاشتراهما رجل من أهل خراسان قال لقيط فلما دخلا منزله قال له برد وكان داهية أريبا أتدري ما اشتريت قال نعم اشتريتك وهذه الجارية قال لا والله ما اشتريت إلا العار والدمار والفضيحة أبدا ما حييت فجزع الرجل وقال له كيف ذلك ويلك قال نحن ليزيد بن ربيعة بن مفرغ والله ما أصاره إلى هذه الحال إلا لسانه وشره أفتراه يهجو ابن زياد وهو أمير خراسان وأخوه أمير العراقين وعمه الخليفة في أن استبطأه ويمسك عنك وقد ابتعتني وابتعت هذه الجارية وهي نفسه التي بين جنبيه والله ما أرى أحدا أدخل بيته أشأم على نفسه وأهله مما أدخلته منزلك فقال فاشهد أنك وإياها له فإن شئتما أن تمضيا إليه فامضيا على أني أخاف على نفسي إن بلغ ذلك ابن زياد وإن شئتما أن تكونا له عندي فافعلا قال فاكتب إليه بذلك فكتب الرجل إلى ابن مفرغ في الحبس بما فعله فكتب إليه يشكر فعله وسأله أن يكونا عنده حتى يفرج الله عنه .
قال وقال عباد لحاجبه ما أرى هذا يعني ابن مفرغ يبالي بالمقام في الحبس فبع فرسه وسلاحه وأثاثه واقسم ثمنها بين غرمائه ففعل ذلك وقسم الثمن بينهم وبقيت عليه بقية حبسه بها فقال ابن مفرغ يذكر غلامه بردا وجاريته الأراكة وبيعهما .
( َشريتَ بُرداً ولو مُلِّكت صَفْقَته ... لَمَا تطلَّبت في بَيْع له رَشَدَا ) .
( لولا الدَّعِيُّ ولولا ما تَعرَّض لي ... من الحوادث ما فارقتُه أبَدَا ) .
( يا بُردُ ما مَسَّنَا بَرْدٌ أضرَّ بنا ... من قَبْل هذا ولا بِعْنا له وَلَدا )