( ألا لَيْتَ اللِّحَى كانَتْ حَشِيشاً ... فَنَعْلِفَها خِيولَ المُسْلِمينا ) .
فسعى به اللخمي إلى عباد فغضب من ذلك غضبا شديدا وقال لا يجمل بي عقوبته في هذه الساعة مع الصحبة لي وما أؤخرها إلا لأشفي نفسي منه لأنه كان يقوم فيشتم أبي في عدة مواطن وبلغ الخبر ابن مفرغ فقال إني لأجد ريح الموت من عباد .
ثم دخل عليه فقال له أيها الأمير إني كنت مع سعيد بن عثمان وقد بلغك رأيه في ورأيت جميل أثره علي وإني اخترتك عليه فلم أحظ منك بطائل وأريد أن تأذن لي في الرجوع فلا حاجة لي في صحبتك فقال له أما اختيارك إياي فإني اخترتك كما اخترتني واستصحبتك حين سألتني وقد أعجلتني عن بلوغ محبتي فيك وقد طلبت الإذن لترجع إلى قومك فتفضحني فيهم وأنت على الإذن قادر بعد أن أقضي حقك فأقام وبلغ عبادا أنه يسبه ويذكره وينال من عرضه وأجرى عباد الخيل فجاء سابقا فقال ابن مفرغ .
( سَبَق عَبَّادٌ وصَلَّت لِحْيَتُه ... ) .
وطلب عليه العلل ودس إلى قوم كان لهم عليه دين فأمرهم أن يقدموه إليه ففعلوا فحبسه وأضر به فبعث إليه أن بعني الأراكة وبردا وكانت الأراكة قينة لابن مفرغ ويرد غلامه رباهما وكان شديد الضن بهما فبعث إليه ابن مفرغ مع الرسول أيبيع المرء نفسه أو ولده فأضر به عباد حتى