أخبرني جعفر بن قدامة قال حدثنا حماد بن إسحاق عن أبيه قال .
دخلت على الفضل بن يحيى وقد بلغ الرشيد إطلاقه يحيى بن عبد الله بن حسن وقد كان أمره بقتله فلم يظهر له أنه بلغه إطلاقه فسأله عن خبره هل قتلته فقال لا فقال له فأين هو قال ولم قال لأنه سألني بحق الله وبحق رسوله وقرابته منه ومنك وحلف لي أنه لا يحدث حدثا وأنه يجيبني متى طلبته فأطرق ساعة ثم قال امض بنفسك في طلبه حتى تجيئني به واخرج الساعة فخرج قال فدخلت عليه مهنئا بالسلامة فقلت له ما رأيت أثبت من جنانك ولا أصح من رأيك فيما جرى وأنت والله كما قال أشجع .
( بدِيهَتُه وفكرتُه سَواءٌ ... إذا ما نابَه الخَطْبُ الكَبِيرُ ) .
( وأَحزمُ ما يَكونُ الدَّهرَ رأياً ... إذا عَيَّ المُشاوِرُ والمُشِيرُ ) .
( وصَدرٌ فيه للهمِّ اتِّساعٌ ... إذا ضاقَت بما تَحوِي الصُّدورُ ) .
فقال الفضل انظروا كم أخذ أشجع على هذه القصيدة فاحملوا إلى أبي محمد مثله قال فوجده قد أخذ ثلاثين ألف درهم فحملت إلي .
أخبرني الحسين بن القاسم الكوكبي إجازة قال حدثني محمد بن عجلان قال حدثنا ابن خلاد عن حسين الجعفي قال .
كان أشجع إذا قدم بغداد ينزل على صديق له من أهلها فقدمها مرة فوجده قد مات والنوح والبكاء في داره فجزع لذلك وبكى وأنشأ يقول .
( وَيْحَها هل دَرَتْ على مَنْ تَنوحُ ... أسَقيمٌ فُؤادُها أم صَحِيحُ ) .
( قَمَرٌ أطبَقُوا عليه ببغدَادَ ... ضريحاً ماذا أَجَنَّ الضَّرِيحُ ) .
( رحِمَ اللهُ صاحبِي ونَدِيمي ... رحمةً تَغْتدِي وأُخرى ترُوحُ ) .
وهذه القصيدة التي فيها الأبيات المذكورة والغناء فيها من قصيدة يمدح بها أشجع الرشيد ويهنئه بفتح هرقلة وقد مدحه بذلك وهنأه جماعة من