( وما بَعُدتْ أرضٌ بها الفَضْلُ نَازلٌ ... ولا خابَ مَنْ في نائِلِ الفَضْلِ يَطْمَعُ ) .
( فنِعم المُنادَى الفَضْلُ عند مُلِمَّةٍ ... لدفع خُطوبٍ مِثْلُها ليس يُدفعُ ) .
( إليكَ أَبا العَبَّاسِ سارَتْ نجائِبٌ ... لها هِمَمٌ تَسْمُو إليك وتَنْزِع ) .
( بِذكْرِك نَحدُوهَا إذا ما تأخَّرَتْ ... فتمضِي على هَوْلِ المُضِيّ وتُسرِعُ ) .
( وما لِلسانِ المدحِ دونك مَشْرَعٌ ... ولا للمطايا دُون بابك مَفْزَعُ ) .
( إليكَ أبا العَبَّاسِ أحملُ مِدْحَةً ... مَطِيَّتُها - حتى توافيك - أشجَعُ ) .
( فَزِعْتُ إلى جَدْواك فيها وإنما ... الى مَفزع الأملاكِ يُلْجا ويُفزَعُ ) .
قال فأنشدها أشجع الفضل وحدثه بالقصة فوصل أخاه وجاريته ووصله .
وقال أحمد بن الحارث فقيل لأحمد بن عمرو أخي أشجع مالك لا تمدح الملوك كما يمدحهم أخوك فقال إن أخي بلاء علي وإن كان فخرا لأني لا أمدح أحدا ممن يرضيه دون شعري ويثيب عليه بالكثير من الثواب إلا قال أين هذا من قول أشجع فقد امتنعت من مدح أحد لذلك .
قال أحمد بن الحارث وقال أحمد بن عمرو يهجو أخاه أشجع وقد كان أحمد مدح محمد بن جميل بشعر قاله فيه فسأل أخاه أشجع إيصاله ودفع القصيدة إليه فتوانى عن ذلك فقال يهجوه - أخبرني بذلك أحمد بن محمد بن جميل - .
( وسائلةٍ لِيَ ما أَشْجَعُ ... فقلتُ يضر ولا يَنفعُ ) .
( قَرِيبٌ من الشَّرِّ واعٍ له ... أَصَمُّ عن الخير ما يَسمَعُ ) .
( بَطيءٌ عن الأمر أحظَى به ... إلى كل ما ساءني مُسرِعُ ) .
( شَرودُ الوِدادِ على قُربهِ ... يُفَرِّقُ منه الذي أجمَعُ ) .
( أُسَبُّ بأنّي شقِيقٌ له ... فأَنْفِي به أبداً أَجَدعُ )