كنت أنا وأشجع بالرقة جلوسا فمر بنا غلام أمرد رومي جميل الوجه فكلمه أشجع وسأله هل يبيعه مالكه فقال نعم فقال أشجع يمدح جعفر بن يحيى وسأله ابتياعه له فقال .
( ومُضْطرِبِ الوِشاحِ لمُقْلَتَيْه ... علائِقُ ما لِوَصْلتِها انْقِطاعُ ) .
( تعرَّض لِي بنَظْرَةِ ذِي دَلالٍ ... يُرِيعُ بمُقْلَتيه ولا يُراعُ ) .
( لِحاظٌ ليس تُحجَب عن قُلُوبٍ ... وأمرٌ في الذي يهوى مُطاعُ ) .
( ووسْعِي ضَيِّقٌ عنه ومالَي ... وضِيقُ الأمر يَتْبَعُه اتِّساعُ ) .
( وتَعْوِيلِي على مال ابن يَحْيَى ... إليه حَنَّ شَوْقِي والنِّزاعُ ) .
( وَثِقْتُ بجَعْفَرٍ في كلِّ خَطْب ... فلا هُلْكٌ يُخافُ ولا ضَياعُ ) .
فأمر له بخمسة آلاف درهم وقال اشتره بها فإن لم تكفك فازدد .
أخبرني الحسن بن علي قال حدثنا أحمد بن الحارث قال .
كانت لأشجع جارية يقال لها ريم وكان يجد بها وجدا شديدا فكانت تحلف له إن بقيت بعده لم تعرض لغيره وكان يذكرها في شعره فمن ذلك قوله في قصيدته التي يرثي بها الرشيد .
( وليس لأَحزان النِّساء تَطاولٌ ... ولكنَّ أحزانَ الرِّجال تَطولُ ) .
( فلا تَبْخَلِي بالدَّمْعِ عَنِّي فإنّ من ... يَضِنُّ بدَمْعٍ عن هَوىً لبَخِيلُ ) .
( فلا كُنتُ ممن يُتْبِع الرِّيح طَرفَه ... دَبُوراً إذا هَبَّت له وقَبُولُ ) .
( إذَا دارَ فَيءٌ أتبعَ الفَيْءَ طَرفَه ... يَمِيل مع الأَيَّام حَيْثُ تَمِيلُ ) .
قال وقال فيها أيضا .
( إذا غَمَّضَتْ فَوْقي جفُونُ حَفيرَةٍ ... من الأرض فابْكِيني بما كُنتُ أصنَعُ )