( يَضرِبُون الجَبَّار في أخدَعَيْه ... ويُسَقُّونه نَقِيعَ الذُّعافِ ) .
فشاع شعره وبلغ البصرة ولم يزل أمره يتراقى إلى أن وصلته زبيدة بعد وفاة أبيها بزوجها هارون الرشيد فأسنى جوائزه وألحقه بالطبقة العليا من الشعراء .
أخبرني عمي قال حدثني أحمد بن المرزبان قال حدثني شيبة بن أحمد بن هشام قال حدثني أحمد بن العباس الربيعي .
أن الذي أوصل أشجع السلمي إلى الرشيد جده الفضل بن الربيع وأنه أوصله له وقال له هو أشعر شعراء أهل هذا الزمان وقد اقتطعته عنك البرامكة فأمره بإحضاره وإيصاله مع الشعراء ففعل فلما وصل إليه أنشده قوله .
( قَصْرٌ عليه تَحِيَّةٌ وسَلامُ ... نَثَرَتْ عليه جَمالَها الأَيَّامُ ) .
( فيه اجْتَلَى الدُّنْيا الخليفَةُ والْتَقتْ ... للملك فيه سلامَةٌ وسَلامُ ) .
( قَصْرٌ سُقوفُ المُزْنِ دُونَ سُقُوفِه ... فيه لأعلام الهُدَى أعْلامُ ) .
( نَشَرت عليه الأَرضُ كُسوتَها التي ... نَسَجَ الرَّبيعُ وزخرَف الإرْهام ) .
( أدنَتْك من ظِلّ النَّبيِّ وَصِيَّةٌ ... وقرابَةٌ وُشِجَتْ بها الأَرحامُ ) .
( برقَتْ سَماؤُك في العَدُوِّ وأَمْطَرت ... هَاماً لها ظِلُّ السُّيوف غَمامُ ) .
( وإذا سُيوفُك صافَحتْ هامَ العِدَا ... طارت لهُنَّ عن الرؤوس الهامُ ) .
( تثني على أَيَّامِكَ الأَيَّامُ ... والشَّاهِدان الحِلُّ والإِحْرامُ ) .
( وعَلَى عَدُوِّك يابْنَ عَمِّ مُحَمَّدٍ ... رَصَدان ضَوءُ الصُّبح والإظلامُ ) .
( فإذا تنَبَّه رُعتَه وإذا غَفَا ... سَلَّتْ عليه سُيوفَك الأَحْلامُ )