( وماذا تَبلُغُ الأيَّامُ مِنِّي ... برَيْبِ صُرُوفِها ومَعِي لِسانِي ) .
فبلغ قوله جعفرا فقال له ويلك يا أشجع هذا تهدد فلا تعد لمثله ثم كلم أباه فقضى حاجته فقال .
( كَفانِي صُروفَ الدَّهْر يَحْيى بنُ خَالد ... فأصبَحْتُ لا أَرتاعُ للحَدَثانِ ) .
( كَفانِي - كفاه الله كُلَّ مُلِمَّةٍ - ... طِلابَ فُلانٍ مَرَّةً وفُلانِ ) .
( فأصبَحْتُ في رغْدٍ من العَيْش واسعٍ ... أُقلِّب فيه ناظِري ولِسانِي ) .
أخبرني محمد بن عمران الصيرفي قال حدثنا العنزي عن ابن النطاح قال .
ولى جعفر بن يحيى أشجع عملا فرفع إليه أهله رفائع كثيرة وتظلموا منه وشكوه فصرفه جعفر عنهم فلما رجع إليه من عمله مثل بين يديه ثم أنشأ يقول .
( أمُفسِدةٌ سُعادُ عليَّ دِينيِ ... ولائِمَتي على طُولِ الحَنِينِ ) .
( وما تَدرِي سُعاد إذا تَخَلَّتْ ... من الأَشْجان كَيْفَ أَخُو الشُّجُونِ ) .
( تَنامُ ولا أَنامُ لِطُول حُزْنِي ... وأَيْنَ أَخُو السُّرور من الحَزِين ) .
( لقد راعَتْك عند قَطِين سُعْدَى ... رواحلُ غادِياتٌ بالقَطِين ) .
( كأنَّ دُموعَ عَيْني يوم بانوا ... عِيانا سَحُّ مُطّرِدٍ مَعِين ) .
( لقد هَزَّت سِنانَ القَوْلِ منِّي ... رِجالُ رَفِيعَةٍ لم يَعْرِفُونِي ) .
( همُ جازُوا حِجابَك يا بْنَ يَحْيَى ... فقالوا بالذي يَهْوَوْنَ دُونِي ) .
( أَطافُوا بي لديك وغِبتُ عنهم ... ولو أدْنَيْتَنِي لتَجَنَّبُونِي )