العباس فقال الرشيد للعباس يوما يا عم إن الشعراء قد أكثروا في مدح محمد بسببي وبسبب أم جعفر ولم يقل أحد منهم في المأمون شيئا وأنا أحب أن أقع على شاعر فطن ذكي يقول فيه فذكر العباس ذلك لأشجع وأمره أن يقول فيه فقال .
( بَيْعَةُ المأمون آخِذَةٌ ... بِعِنان الحَقِّ في أُفُقِهْ ) .
( أُحكِمتْ مِرَّاتُها عُقداً ... تمنع المُخْتال في نَفَقِهْ ) .
( لن يفكّ المرءُ رِبْقَتَها ... أو يفكَّ الدِّين من عُنُقهْ ) .
( وله من وَجه والِدِه ... صُورةٌ تمَّت ومن خُلُقِهْ ) .
قال فأتى بها العباس الرشيد وأنشده إياها فاستحسنها وسأله لمن هي فقال هي لي فقال قد سررتني مرتين بإصابتك ما في نفسي وبأنها لك وما كان لك فهو لي وأمر له بثلاثين ألف دينار فدفع إلى أشجع منها خمسة آلاف درهم وأخذ باقيها لنفسه .
أخبرني عمي قال حدثنا عبد الله بن أبي سعد قال حدثنا محمد بن عبد الله بن مالك الخزاعي قال .
وعد يحيى بن خالد أشجع السلمي وعدا فاخره عنه فقال له قوله .
( رَأَيْتُكَ لا تَسْتَلِذُّ المِطالَ ... وتُوفِي إذا غَدَرَ الخائنُ ) .
( فماذا تُؤخِّر من حاجَتِي ... وأنتَ لتَعْجِيلها ضامنُ ) .
( ألَمْ تَرَ أنَّ احتباسَ النَّوالِ ... لمَعْرُوفِ صاحِبِه شائِنُ ) .
فلم يتعجل ما أراد فكتب إليه .
( رُويدَكَ إنَّ عِزَّ الفَقْر أدنَى ... إليَّ من الثّراء مع الهَوانِ )