( وافاكَ يومٌ على نَكْراء مشتمِلٌ ... لم يَنْجُ من مِثلِه عادٌ ولا لُبَدُ ) .
( فما تَكشّف إلا عن مُوَلْوِلَةٍ ... حَرَّى ومُكْتئبٍ أحشاؤُه تَقِدُ ) .
قال فبكى الفضل وبكى الناس معه وما انصرفوا يومئذ يتذاكرون غير أبيات أشجع .
أخبرني الحرمي بن أبي العلاء قال حدثنا الحسن بن محمد بن طالب الديناري قال حدثني علي بن الجهم قال .
دخل أشجع على الرشيد وقد مات ابن له والناس يعزونه فأنشده قوله .
( نقْصٌ من الدين ومن أهله ... نقصُ المنايا من بني هاشمِ ) .
( قدّمته - فاصبِر على فقدِه - ... إلى أبِيه وأبي القاسمِ ) .
فقال الرشيد ما عزاني اليوم أحد أحسن من تعزية أشجع وأمر له بصلة .
أخبرني الحسن بن علي قال حدثنا العنزي قال حدثني عبد الرحمن بن النعمان السلمي قال كنا بباب جعفر بن يحيى وهو عليل فقال لنا الحاجب إنه لا إذن عليه فكتب إليه أشجع .
( لمَّا اشتَكَى جعفرُ بنُ يَحيى ... فارقَني النَّومُ والقَرارُ ) .
( ومَرَّ عَيشِي عليَّ حتى ... كأنّما طَعمُه المُرارُ ) .
( خوفاً على جعفر بن يَحيَى ... لا حُقِّقَ الخَوفُ والحِذارُ ) .
( إن يُعفِه الله لا نُحاذِرْ ... ما أحدثَ الليلُ والنهارُ ) .
قال فأوصل الحاجب رقعته ثم خرج فأمره بالوصول وحده وانصرف سائر الناس