( والليل مُنْتَقِب بفضل رِدائِه ... قد كان يُحَسر عن أغرٍّ أرْثَمِ ) .
( وإذا أدارتها الأكفُّ رأيتها ... تثْنِي الفَصِيحَ إلى لِسانِ الأعْجَمِ ) .
( وعلى بَنانِ مُديرها عِقْيانَةٌ ... من لونها وعلى فُضُولِ المِعْصَمِ ) .
( تَغَلي إذا ما الشِّعريانِ تَلَظّياً ... صيفا وتسكُن في طُلوع المِرْزَم ) .
( ولقد فَضَضْناها بخاتَم رَبِّها ... بِكْراً وليس البِكْرُ مثلَ الأيِّمِ ) .
( ولها سُكونٌ في الإِناء وخلفَها ... شَغَبٌ يُطوِّحُ بالكَمِيّ المُعْلمِ ) .
( تُعطِي على الظّلْمِ الفَتَى بِقِيادِها ... قَسْراً وتَظلمه إذا لم يَظْلِمِ ) .
فطرب وقال أحسن والله أشجع وأحسنت يا أبا محمد بحياتي فأعدتها وشرب كأسه وأمر لي بألف دينار .
أخبرني جعفر بن قدامة قال حدثنا أبو هفان قال .
ذكر أبو دعامة أن أشجع دخل على الفضل بن الربيع وقد توفي ابنه العباس والناس يعزونه فعزاه فأحسن ثم استأذنه في إنشاد مرثية قالها فيه فأذن له فأنشده .
( لا تبكِينَّ بعَيْن غير جائدةٍ ... وكلُّ ذِي حَزَنٍ يبكِي كما يجِدُ ) .
( أيُّ امريءٍ كان عباسٌ لنائبةٍ ... إذا تَقَنَّع دونَ الوالد الوَلَدُ ) .
( لم يُدنِه طمعٌ من دار مُخْزِيَةٍ ... ولم يَعِزّ له من نعمة بلَدُ ) .
( قد كنتُ ذا جَلَدٍ في كلّ نائبةٍ ... فبانَ منِّي عليك الصبرُ والجلَدُ ) .
( لمَّا تسامتْ بِك الآمالُ وابتهجت ... بك المروءةُ واعتدَّت بك العُدَدُ ) .
( ولم يكُن لِفَتًى في نفسه أملٌ ... إلا إليك به من أرضه يَفِدُ ) .
( وحين جئت أمام السّابقين ولم ... يبلل عِذارَك مِيْدانٌ ولا أمدُ )