منقطع الكثير فقال له ونزره أكثر من جزيل غيره فأمر له بمثلها قال وكان يجري عليه في كل جمعة مائة دينار مدة مقامه ببابه .
أخبرني محمد بن النحوي صهر المبرد قال حدثني الفضل بن محمد اليزيدي قال حدثنا إسحاق الموصلي قال .
دخلت إلى الرشيد يوما وهو يخاطب جعفر بن يحيى بشيء لم أسمع ابتداءه وقد علا صوته فلما رآني مقبلا قال لجعفر بن يحيى أترضى بإسحاق قال جعفر والله ما في علمه مطعن إن أنصف فقال لي أي شيء تروي للشعراء المحدثين في الخمر أنشدني من أفضل ما عندك وأشده تقدما فعلمت أنهما كانا يتماريان في تقديم أبي نواس فعدلت عنه إلى غيره لئلا أخالف أحدهما فقلت لقد أحسن أشجع في قوله .
( ولقد طَعنتُ الليلَ في أعجازِه ... بالكأْسِ بين غَطارفٍ كالأنْجُمِ ) .
( يَتَمايلُون على النعيم كأنّهُم ... قُضُبٌ من الهِنديّ لم تتثلّمِ ) .
( وسَعَى بها الظَّبيُ الغَرير يزيدُها ... طِيباً ويَغْشِمُها إذا لم تَغْشِمِ ) .
( والليلُ مُنْتَقِبٌ بفَضْل رِدائِه ... قد كاد يَحْسَر عن أغرٍّ أرثَمِ ) .
( فإذا أدارَتْها الأكفُّ رأيتَها ... تَثْنِي الفصيحَ إلى لسان الأعجمِ ) .
( وعلى بَنانِ مُديرها عِقْيانَةٌ ... من سَكْبها وعلى فضول المِعْصَمِ ) .
( تَغْلي إذا ما الشِّعْريانِ تَلَظّيا ... صيفا وتَسْكُن في قلوع المِرْزَم ) .
( ولقد فَضَضْناها بخاتَم رَبّها ... بِكْراً وليس البِكْرُ مثلَ الأَيِّمُ ) .
( ولها سُكونٌ في الإِناء وخلفَها ... شَغَبٌ يُطوِّحُ بالكَمِيّ المُعْلِمِ )