ويصحن حتى كدن ينقلبن من السطح إلى أسفل من شدة تشرفهن علينا وإعجابهن بما سمعنه منا وأصبح أهل المسجد ليس لهم حديث غيرنا وشاع الخبر بالبصرة وتحدث به الناس حتى نقل من مجلس إلى مجلس .
وأخبرني الحسن بن علي قال حدثنا محمد بن القاسم بن مهرويه قال لي حدثني موسى بن حماد بن عبد الله القرشي قال حدثني محمد بن النعمان بن جبلة الباهلي قال لما قال ابن مناذر .
( لأُقِيَمَنَّ مأتماً كَنُجوم اللّيْل ... زُهْراً يَلْطُمْن حُرَّ الخُدُودِ ) .
( مُوجَعاتٍ يَبْكِين للكَبِدِ ... الحَرَّى عليه وللفُؤادِ العَمِيدِ ) .
قالت أم عبد المجيد والله لأبرن قسمه فأقامت مع أخوات عبد المجيد وجواربه مأتما عليه وقامت تصيح عليه واي ويه واي ويه فيقال إنها أول من فعل ذلك وقاله في الإسلام .
وأخبرني بهذا الخبر ابن عمار عن علي بن محمد النوفلي عن عمه .
أخبرني علي بن سليمان الأخفش قال حدثنا محمد بن يزيد عن محمد بن عامر النخعي قال .
أنشدني محمد بن مناذر لنفسه يرثي عبد المجيد بن عبد الوهاب يقول .
( يا عَينُ حَقَّ لك البُكاءُ ... لحادِثِ الرُّزء الجَليلِ ) .
( فابْكي على عبد المجيد ... وأَعوِلِي كلَّ العَوِيل ) .
( لا يُبْعِدُ اللهُ الفَتى الله الفَيَّاضَ ... ذَا الباعِ الطَّوِيل ) .
( عَجِل الحِمامُ به فودَّ ... عَنا وآذنَ بالرَّحِيل ) .
( لَهفِي على الشَّعَر المُعَفّر ... منكَ والخَدِّ الأَسيلِ ) .
( كَسَفتْ لِفقْدِك شَمسُنا ... والبدْرُ آذن بالأُفولِ )