حضرت سفيان بن عيينة يقول لابن مناذر أنشدني ما قلت في عبد المجيد فأنشده قصيدته الطويلة الدالية قال سفيان بارك الله فيك فلقد تفردت بمراثي أهل العراق .
فأخبرني عمي قال حدثني أبو هفان قال قال الجماز .
تزوج عبد المجيد امرأة من أهله فأولم عليها شهرا يجتمع عنده في كل يوم وجوه أهل البصرة وأدباؤها وشعراؤها فصعد ذات يوم إلى السطح فرأى طنبا من أطناب الستارة قد انحل فأكب عليه ليشده فتردى على رأسه ومات من سقطته فما رأيت مصيبة قط كانت أعظم منها ولا أنكأ للقلوب .
أخبرني أحمد بن عبيد الله بن عمار قال حدثني الحسن بن عليل العنزي قال حدثني العباس بن عبد الواحد بن جعفر بن سليمان قال حدثني محمد بن عمر الخراز قال .
قال لي ابن مناذر ويحك لست أرى نساء ثقيف ينحن على عبد المجيد نياحة على استواء قلت فما تحب قال تخرج معي حتى أطارحك فطارحني القصيدة التي يقول فيها .
( إنَّ عبدَ المجيد يوم تَوَلَّى ... هَدَّ رُكناً ما كان بالمَهْدُودِ ) .
( هَدَّ عبدُ المجيد رُكْنِي وقد كُنْتُ ... بِرُكْنٍ أبوءُ منه شَديدِ ) .
قال فما زلت حتى حفظتها ووعيتها ووضعنا فيها لحنا فلما كان في الليلة التي يناح بها على عبد المجيد فيها صلينا العشاء الآخره في المسجد الجامع ثم خرجنا إلى دارهم وقد صعد النساء على السطح ينحن عليه فسكتن سكتة لهن فاندفعنا أنا وهو ننوح عليه فلما سمعننا أقبلن يلطمن