لما عشقت فضل الشاعرة بنان بن عمرو المغني وعدلت عن سعيد بن حميد إليه أسف عليها وأظهر تجلدا ثم قال فيها .
( قالوا تَعزّ وقد بانوا فقُلتُ لهم ... بانَ العزاءُ على آثارِ مَنْ بانا ) .
( وكيف يملكُ سلواناً لحبِّهِمُ ... مَنْ لم يُطِق للهَوى سَتْراً وكتمانا ) .
( كانت عزائمُ صَبْرِي أستعين بها ... صارتْ عليَّ بحمد الله أعوانا ) .
( لا خَيْرَ في الحبِّ لا تبدو شواكِلُهُ ... ولا تَرى منه في العينين عُنوانا ) .
قال أبو الحسن جحظة وغنى فيه بعض المحدثين لحنا حسنا وأظنه عنى نفسه .
أخبرني الطلحي قال حدثني أبو عيسى الكاتب أن أبا هفان بلغه عن سعيد بن حميد كلام فيه جفاء وطعن على شعره فتوعد بالهجاء وكان الحاكي عن ذلك كاذبا فبلغ سعيدا ما جرى فكتب إلى أبي هفان .
( أمسَى يُخَوِّفني العبديُّ صوْلَتَه ... وكيف آمنُ بأْسَ الضَّيْغَمِ الهَصِر ) .
( من ليس يُحرِزُني من سيفِه أجلي ... وليس يمنعني مِنْ كيده حذَرِي ) .
( ولا أُبارزُه بالأمرِ يَكرهه ... ولو أُعِنْتُ بأنصار من الغِيَرِ ) .
( له سِهامٌ بلا رِيشٍ ولا عَقَبٍ ... وقَوْسُه أبداً عُطْلٌ من الوَترِ ) .
( وكيف آمنُ مَنْ نَحْرِي له غَرضٌ ... وسَهمُه صائبٌ يَخْفَى عن البَصر ) .
أخبرني الطلحي قال حدثني محمد بن السري أنه سار إلى سعيد بن