غضبت فضل الشاعرة على سعيد بن حميد فكتب إليها .
( يا أيها الظالم ما لِي ولَكْ ... أهكذا تَهْجر مَنْ واصَلَكْ ) .
( لا تصرفِ الرّحمة عن أهلها ... قد يعطِف الموْلَى على منْ مَلّكْ ) .
( ظلمتَ نفساً فيكَ عَلْقتُها ... فدَارَ بالظُّلم عليَّ الفَلَكْ ) .
( تباركَ الله فما أعلم الله ... بما ألقَى وما أغفلَكْ ) .
فراجعت وصله وصارت إليه جوابا للرقعة .
في هذه الأبيات لعريب ثاني ثقيل وهزج عن ابن المعتز وأخبرني ذكاء وجه الرزة أن الثقيل لأحمد بن أبي العلاء .
أخبرني الطوسي الطلحي قال حدثنا محمد بن السري أن سعيد بن حميد كان في مجلس الحسن بن مخلد إذ جاءه الغلام برقعة فضل الشاعرة تشكو فيها شدة شوقها فقرأها وضحك فقال له الحسن بن مخلد بحياتي عليك أقرئنيها فدفعها إليه فقرأها وضحك وقال له قد وحياتي ملحت فأجب فكتب إليها .
( يا واصفَ الشوق عندي من شواهده ... قلبٌ يهيم وعَينٌ دَمعُها يكِفُ ) .
( والنَّفسُ شاهدةٌ بالوُدّ عارفةٌ ... وأنفُسُ الناس بالأهواء تأتلفُ ) .
( فكن على ثِقَةٍ مِنِّي وبيِّنةٍ ... إنِّي على ثقةٍ من كل ما تصِف ) .
أخبرني جحظة قال حدثني ميمون بن هارون قال