على غناء حسن كان عندهما فجاءه رسول الحسن بن مخلد وقد أمر ألا يفارقه لأمر مهم فقام فلبس ثيابه وأنشأ يقول .
( يا ليلةً باتَ النُّحوسُ بَعيدةً ... عنها على رَغْم الرَّقِيب الرَّاصِدِ ) .
( تَدعُ العَواذِلَ لا يقُمْن لِحاجةٍ ... وتقوم بهجتُها بِعُذرِ الحاسدِ ) .
( ضَنَّ الزَّمانُ بها فلمَّا نِلْتُها ... وَردَ الفراقُ فكان أقبحَ واردِ ) .
( والدَّمعُ ينطق للضمير مُصدِّقاً ... قَوْلَ المُقِرّ مُكذِّباً للجاحدِ ) .
أخبرني ابن أبي طلحة قال حدثني أبو العباس بن أبي المدور قال .
كان سعيد بن حميد صديقا لأبي العباس بن ثوابة فدعاه يوما وجاءه رسول فضل الشاعرة يسأله المصير إليها فمضى معه وتأخر عن أبي العباس فكتب إليه رقعة يعاتبه فيها معاتبة فيها بعض الغلظة فكتب إليه سعيد .
( أقللْ عِتَابك فالبقاءُ قليلُ ... والدهرُ يَعدِل تارةً ويَميلُ ) .
( لم أَبكِ من زَمن ذَممتُ صروفَه ... إلا بكيتُ عليه حين يَزولُ ) .
( ولِكُلِّ نائبةٍ المَّت مُدَّةً ... ولكلِّ حالٍ أقبلت تحويلُ ) .
( والمُنتمُون إلى الإخاء جماعةً ... إن حصّلوا أفناهم التَّحصيلُ ) .
( ولعلَّ أحداثَ الليالي والرّدى ... يَوْماً ستَصْدَعُ بيننا وتحولُ ) .
( فلئن سبقتُ لتبكينَّ بحسرة ... وليكثُرن عليَّ منكَ عويلُ ) .
( ولتُفجَعَنَّ بمخلصٍ لك وامقٍ ... حبلُ الوفاء بحبله موصولُ ) .
( وليذهبنَّ جمالُ كلّ مروءة ... وليعفُونَّ فِناؤها المأهولُ ) .
( ولئن سَبقْتَ ولا سَبَقْتَ ليمْضِيَنْ ... مَنْ لا يشاكله لديَّ عديلُ )