عليها وسألها أن تقيم عنده فقالت قد جاءني وحياتك رسول من القصر فليس يمكنني الجلوس وكرهت أن أمر ببابك ولا أراك فقال سعيد من وقته على البديهة .
( قَرُبتِ ولا نَرْجُو اللِّقاء ولا نَرَى ... لنا حِيلَةً يُدْنِيكِ منّا احْتيالُها ) .
( فأصبحْتِ كالشمس المُنيرةِ ضَوْءها ... قريبٌ ولكن أيْنَ مِنّاَ مَنَالُها ) .
( كَظاعِنةٍ ضنَّتْ بها غُرْبةُ النَّوَى ... علينا ولكن قد يُلِمُّ خيَالُها ) .
( تُقرِّبها الآمالُ ثم تَعُوقُها ... مُماطَلة الدّنيا بها واعتلالُها ) .
( ولكنها أُمنِيَّةٌ فلعلها ... يجودُ بها صَرْفُ النَّوَى وانْتِقالُها ) .
أخبرني عمي قال حدثنا عبد الله بن أبي سعد قال حدثني محمد بن عبد الله بن يعقوب بن داود قال .
تغاضب سعيد بن حميد وفضل الشاعرة أياما ثم كتب إليها .
( تعالَيْ نُجدِّدُ عَهْدَ الرِّضا ... ونَصفَح في الحُبِّ عمَّا مَضَى ) .
( ونَجرِي على سُنَّةِ العاشقين ... ونضمن عني وعنكِ الرِّضا ) .
( ويَبذُل هَذا لِهَذا هَواهُ ... ويَصْبر في حُبِّه للقضا ) .
( ونخضع ذُلاًّ خُضوع العَبيدِ ... لمولىً عزيز إذا أعرضا ) .
( فإنّيَ مُذْ لَجَّ هذا العِتابُ ... كأنِّي أبطنْتُ جَمْرَ الغَضَى ) .
فصارت إليه وصالحته .
في هذه الأبيات لهاشم بن سليمان ثقيل أول بالوسطى وفيها لابن القصار خفيف رمل .
أخبرني ابن أبي طلحة قال حدثنا أبو العباس بن أبي المدور قال .
بات سعيد بن حميد عند أبي الفضل بن أحمد بن إسرائيل واصطبحا