أشهدكم لا قرأت اليوم في صلاتي غير هذه الأبيات لعلها تنفعني فضحك سعيد وقال بحياتي قومي فارجعي إليه حتى تكون الأبيات قد نفعته قبل أن يقرأها في صلاته وسريني بذلك فقامت فرجعت إلى موضعها .
قال علي بن العباس وحدثني أبو علي المادراني أنه كان عنده يوما فدخلت إليه جارية - كان يهواها - غفلة على غير وعد فسر بذلك وقال لها قد كنت على عتابك فأما الآن فلا فقالت أما العتاب فلا طاقة لي به ووالله ما جئتك إلا عند غفلة البواب فقال سعيد في ذلك .
( زاركَ زَوْرٌ على ارتقابِ ... مُغتَنماً غَفْلةَ الحُجّابِ ) .
( مُستَتِراً بالنِّقابِ يَبدُو ... ضِياءُ خَدَّيه في النِّقاب ) .
( كالشَّمْسِ تبدو وقد طَواها ... دُونَك سِتْرٌ من السَّحابِ ) .
( قد كان في النفس منك عَتْبٌ ... يدعو إلى شدَّة اجْتِنابِ ) .
( فمِلتُ بالعَتْب عن حبيبٍ ... يَضعُف عن موقف العِتابِ ) .
( والذَّنبُ منه وأنتَ تَخْشَى ... في هَجْرِه صولةَ العِقابِ ) .
أخبرني عمي قال حدثني ابن أبي سعد قال حدثني محمد بن عبد الله بن داود قال كان أبي يستحسن قول سعيد بن حميد .
( تَظُنُّون أنِّي قد تَبَدَّلْتُ بعدكم ... بدَيِلاً وبعَضُ الظَّنِّ إثمٌ ومُنْكَرُ ) .
( إذا كان قَلْبِي في يَدَيْكِ رَهِينةً ... فكيف بلا قْلبٍ أُصافِي وأهجُرُ ) .
ويقول لئن عاش هذا الغلام ليكونن له في الشعر شأن .
في هذين البيتين غناء من خفيف الرمل وذكر قريض أنه له .
أخبرني ابن أبي طلحة قال حدثني إسحاق بن مسافر أنه كان عند سعيد بن حميد يوما إذ دخلت عليه فضل الشاعرة على غفلة فوثب إليها وسلم