الوجه عليه منطقة وثياب حسان فقال له يا أبا العباس .
( أزعمْتَ أنَّك لا تَلوطُ فقُل لنا ... هذا المُقَرْطَقُ قائماً ما يَصنعُ ) .
( شَهِدَت مَلاحَتهُ عليكَ بِرِيبَةٍ ... وعلى المُريبِ شَواهدٌ لا تُدفَعُ ) .
فضحك أبو العباس وقال خذه لا بورك لك فيه حتى نستريح من عتبك .
أخبرني عمي C قال قال لي محمد بن موسى بن الحسن بن الفرات الكاتب كان سعيد بن حميد يهوى غلاما له من أولاد الموالي فغاب عنه مدة ثم جاءه مسلما فقال له غبت عني هذه المدة ثم تجيئني فلا تقيم عندي فقال له قد أمسينا فقال تبيت قال لا والله لا أقدر ولم يزل به حتى اتفقا على أنه إذا سمع أذان العتمة انصرف فقال له قد رضيت ووضع النبيذ فجعل سعيد يحث السقي بالأرطال فلما قرب وقت العتمة أخذ رقعة فكتب فيها إلى إمام المسجد وهو مؤذنه قوله .
( قل لداعي الفِراق أخِّرْ قليِلا ... قد قَضيْنا حَقَّ الصّلاةِ طويلا ) .
( أخر الوقْتَ في الأذانِ وقدِّم ... بعدها الوقت بُكرةً وأصيلا ) .
( ليس في ساعةِ تُؤْخِّرها وِزْرٌ ... فنحيا بها وتأتي جميلا ) .
( فتُراعي حقَّ الفُتُوَّةِ فينا ... وتُعافَى من أن تكون ثقيلا ) .
فلما قرأ المؤذن الرقعة ضحك وكتب إليه يحلف أنه لا يؤذن ليلته تلك العتمة وجعل الفتى ينتظر الأذان حتى أمسى وسمع صوت الحارس فعلم أنها حيلة وقعت عليه وبات في موضعه وقال سعيد في ذلك