قالت زوجة جبهاء الأشجعي له لو هاجرت بنا إلى المدينة وبعت إبلك وافترضت في العطاء كان خيرا لك قال أفعل فأقبل بها وبإبله حتى إذا كان بحرة واقم من شرقي المدينة شرعها بحوض واقم ليسقيها فحنت ناقة منها ثم نزعت وتبعتها الإبل وطلبها ففاتته فقال لزوجته هذه إبل لا تعقل تحن إلى أوطانها ونحن أحق بالحنين منها أنت طالق إن لم ترجعي وفعل الله بك وفعل وردها وقال .
( قالت أُنيْسَةُ دَعْ بلادَك والتمِس ... دَاراً بطَيْبَة رَبَّةِ الآطامِ ) .
( تَكتُب عِيالَك في العَطاءِ وتَفْتَرِض ... وكذاك يفعلُ حازِمُ الأَقوامِ ) .
( فهمَمْتُ ثم ذكرتُ ليلَ لِقاحِنا ... بِلِوَى عُنَيْزَة أو بقُفِّ بشَامِ ) .
( إذ هُنَّ عن حَسَبي مَذَاوِد كُلَّما ... نزل الظلامُ بعُصْبةٍ أغْتامِ ) .
( إن المَدينةَ لا مَدِينَة فالْزِمي ... حِقْفَ السِّناد وقُبَّة الأَرجامِ ) .
( يُحْلب لكِ اللَّبنُ الغَرِيض ويُنْتَزع ... بالعيس من يَمنٍ إليكِ وشامِ ) .
( وتُجاورِي النفَر الذين بِنَبْلهم ... أَرمِي العَدُوَّ إذا نهضت أُرَامِي )