( لن يترك الدهرَ عَبَّاسٌ تَقَحُّمَه ... حتى يذوق وبالَ البَغْي عَبَّاسُ ) .
( أمسكتُ عن رَمْيِه حولاً ومَقْتَلُه ... بادٍ لتعذرني في حَرْبِه الناس ) .
( عمداً أجرّ له ثوبي لأخدَعه ... عن رأيه ورجائي عنده ياسُ ) .
( فالآن إذ صَرَّحت منه حقيقَتُه ... ظُلْماً فليس بشتمي شاتمي بَاسُ ) .
( أجُدّ يوماً بقولي كُلَّ مبتَدىء ... كما يَجُدُّ بكفّ الجازرِ الفاسُ ) .
( تأبى سُلَيْم إذا عَدّت مساعِيَها ... أن يُحرِزَ السَّبقَ عبّاسٌ ومِرداسُ ) .
( أودى أبو عامر عبّاس مُعْتَرِفاً ... أنّا إذا ما سُلَيم حَصَّلت راسُ ) .
فبلغ العباس أمر خفاف فأتاه فالتقيا عند أسماء بن عروة بن الصلت بن حزام بن عبد الله بن حازم بن الصلت وكان مأمونا في بني سليم فقال العباس قد بلغني قولك يا خفاف ولعمري لا أشتم أباك ولا أمك ولكني رام سوادك بما فيك والله ما كنت إلى ذمك بالهيمان ولا إلى لحمك بالقرم وإن سليما لتعلم أني أبحت حمي بني زبيد وأطفأت جمرة خثعم وكسرت قرني بني الحارث بن كعب وقلدت بني كنانة قلائد العار وإني يا خفاف لأخف منك على بني سليم مؤونة وأثقل منك على عدوهم وطأة وقال مجيبا له .
( إني رأيت خُفافاً ليس يُهنئُه ... شيء سوى شتم عبّاس بنِ مرداسِ ) .
( مهلاً خُفافُ فإنَّ الحق مَعْضَبَةٌ ... والحمق ليس له في الناس من آسي ) .
( سائلْ سُلَيماً إذا ما غارة لَحِقتْ ... منها فوارسُ حُشْدٌ غيرُ أنكاسِ )