ومستقاد الزبيدي .
وإن رهط خفاف لاموه وقالوا اكفف عن الرجل فقال كيف أكف عن رجل يريد أن يترنا أمرنا بغير فضل وقال رهط العباس له أيها الرجل اكفف فقال قولا جميلا وقال العباس عند ذلك .
( هل تعرف الطَّلَل القديمَ كأنّه ... وشْمٌ بأسفل ذي الخيام مُرَجَّعُ ) .
( بقِيتْ معارِفُه على مَرّ الصَّبا ... بعد الجميع كأنه قد يمْرُعُ ) .
( دارُ التي صادت فؤادك بعدما ... شمِل المَفارِقَ منك شيبٌ أروعُ ) .
( وزعمتَ أنّك لا تُراحُ إلى الصَّبا ... وعَلَتْك منه شبيبةُ لا تَرجعُ ) .
( يا أيها المرءُ السفيهُ ألاَ ترى ... أني أضرُّ إذا هَوِيتُ وأنفعُ ) .
( وأعيش ما قَدَر الإِلهُ على القِلَى ... وأعِفُّ نفسي عن مطامع تُطمِعُ ) .
( كرماً على الخطر اليسير ولا ترى ... نفسي إلى الأمر الدنيّ تطلَّعُ ) .
( وأردُّ ذا الضِّغن اللئيمَ برأيه ... حتى يموت وليس فينا مَطمعُ ) .
( لله دَرُّك لا تَمَنَّ مماتَنا ... فالموتُ وَيْحك قصْرُنا والمرجعُ ) .
( لو كان يَهلِك مَنْ تَمَنَّى موتَه ... حلّت عليك دُهَية لا تُرْقَعُ ) .
( ومكثت في دار الهوان موطَّأً ... بالذّلِّ ليس لداركم مَنْ يمنعُ ) .
فقال خفاف مجيبا له .
( عَجبَتْ أُمامَةُ إذ رَأتْنِيَ شاحباً ... خَلَق القميص وأنّض رأسي أصلَعُ ) .
( وتنفست صُعُداً فقلتُ لها اقصرِي ... إني امرؤ فيما أضرّ وأنفعُ ) .
( مهلاً أبا أنس فإني للذّي ... خلّى عليك دُهَيَّةً لا تُرْفَعُ ) .
( وضَرَبْتُ أُمَّ شؤون رأسك ضربةً ... فاستكَّ منها في اللِّقاء المسمَعُ ) .
( نَعْلَىَّ حَذْوُ نِعالها ولربَّما ... أحذو العِدَا ولكلِّ عادٍ مَصرعُ )