( وأنِّي في مُلِمَّةِ كلّ يومٍ ... أَقِي صَحْبي وفي خيلِي تعادِي ) .
( ولم أسلِب بحمد الله كَبْشاً ... سِلاحاً بين مختلف الصِّعادِ ) .
( ولم أحلُل لمُحْصَنَةٍ نِطاقاً ... ولم أرَ عِتْقَها إلا مُرادي ) .
( فأَوردْ يا خُفاف فقد مُنِيتم ... بني عوفٍ بحيّة بطن وادي ) .
فلما أصبح أتى خفافا وهو في ملأ من قومه فقال قد بلغني مقالك يا خفاف وايم الله إنك لتعلم أني أحمي المصاف وأكره السلب وأطلق الأسير وأصون السبية .
فأما زعمك أني أتقي بخيلي عند الموت فهات لي من قومك رجلا اتقيت به وأما قتلي الأسرى فإني قتلت الزبيدي بخالك وأما سلبي الأسير فوالله ما أتيت على مسلوب قط إلا لمت سالبه وأما استهانتي بالسبايا فإني أحذو القوم في سباياهم فعالهم في سبايانا وأما تمنيك موتي فإن مت قبلك فأغن غنائي ثم انصرف فقال خفاف مجيبا للعباس عن قوله .
( لعمرُ أبيك يا عبّاسُ إني ... لمُنْقَطِع الرِّشاء من الأعادِي ) .
( وإني قد تعاتبني سُلَيْم ... على جَرِّ الذيولِ إلى الفسادِ ) .
( أكُلَّ الدهر لا تَنْفَكّ تجرِي ... إلى الأمر المفارِق للسَّدادِ ) .
( إذا ما عاينَتْكَ بَنُو سُلَيم ... تَبيتُ لهم بداهية نآدِ ) .
( فزَندك في سُلَيْم شَرّ زَنْدٍ ... وزادُك في المعاشِر شَرّ زادِ ) .
( ألا لله دَرُّك من رئيسٍ ... إذَا عادَيْتَ فانظرُ مَنْ تُعَادِي ) .
( جريْتُ مُبَرِّزاً وجَريتَ تكبو ... على تَعَبٍ فهل لك من مَعادِ ) .
( ولم تقتل أسيرَك من زُبَيْدٍ ... بخالي بل غدرت بِمُستَقادِ )