وتهاجي الشعر قال فاستحيا العباس فقال فإنا نكف عن الحرب ونتهادى الشعر قال فقال دريد فإن كنتما لا بد فاعلين فاذكرا ما شئتما ودعا الشتم فإن الشتم طريق الحرب فانصرفا على ذلك فقال العباس بن مرداس .
( فأبلغ لدَيْك بني مالكٍ ... فأنتم بأَنبائِنا أخْبَرُ ) .
( فأما النَّخِيلُ فليست لنا ... نخيلٌ تُسّقَّى ولا تُؤْبَرُ ) .
( ولكنَّ جَمعاً كجِذْل الحِكاك ... فيه المقَنَّع والحُسَّرُ ) .
( مغاويرُ تحمِل أبطالَنا ... الى الموت ساهِمةٌ ضُمَّرُ ) .
( وأعددتُ للحرْب خَيفانةً ... تُدِيم الجِراء إذا تَخْطِرُ ) .
( صَنِيعاً كقارورة الزّعفرانِ ... ممَّا تُصانُ ولا تُؤْثَرُ ) .
ويقال صبيغا قال فأجابه خفاف فقال .
( أعبّاسُ إنّ استعارَ القَصِيدِ ... في غير مَعْشَره مُنكَرُ ) .
( علامَ تَناولُ ما لا تَنالُ ... فتقطَعُ نفسَك أو تَخسرُ ) .
( فإنَّ الرِّهانَ إذا ما أُريد ... فصاحبهُ الشامخُ المُخْطِر ) .
( تَخاوَصُ لم تستطعْ عُدَّةً ... كأنك من بُغضِنا أعوَرُ ) .
( فقصرُك مَأثورةٌ إن بَقِيتُ ... أصحو بها لك أو أسكرُ ) .
( لساني وسيفي معاً فانظُرَنْ ... الى تلك أيُّهما تُبْدَرُ ) .
قال فلما طال الأمر بينهما من الحرب والتهاجي قال عباس إني والله ما رأيت لخفاف مثلا إلا شبام بني زبيد فإنه كان يلقى من ابن عمه ثروان بن مرة من الشتم والأذى ما ألقى من خفاف فلما لج في شتمه تركه وما هو فيه فقال