بقية قبل أن تلقوا عدوكم بقرن أعضب وكف جذماء قال فلما أمسينا تغنى دريد بن الصمة فقال .
( سُلَيمُ بنَ منصور ألمَّا تُخَبَّرُوا ... بما كان من َحرْبَيْ كُلَيْبٍ وداحِسِ ) .
( وما كان في حرب اليَحابِر من دم ... مباحٍ وجَدْعٍ مؤلمٍ للمَعاطِسِ ) .
( وما كان في حَرْبيْ سُلَيم وقبلهم ... بحرب بُعاثٍ من هلاك الفوارسِ ) .
( تسافهت الأحلامُ فيها جهَالةً ... وأُضرِم فيها كلُّ رَطب ويابِس ) .
( فكُفُّوا خُفافاً عن سفاهَةِ رأيهِ ... وصاحِبَه العبّاسَ قبل الدَّهارسِ ) .
( وإلاّ فأنتم مثلُ مَنْ كان قبلكم ... ومَنْ يعقِل الأمثالَ غيرُ الأكايسِ ) .
وقال مالك بن عوف النصري .
( سُليم بن منصور دعوا الحربَ إنما ... هي الهُلك للأقْصَيْن أو لِلأَقارِبِ ) .
( ألم تعلمُوا ما كانَ في حرب وائِلٍ ... وحرب مُرادٍ أَو لُؤَيّ بن غالبِ ) .
( تفرّقت الأحياء منهم لَجاجَةً ... وهم بين مغلوبٍ ذليلٍ وغالبِ ) .
( فما لِسُلَيمٍ ناصرٌ من هَوازنٍ ... ولو نُصِرُوا لم تُغنِ نُصرةُ غائبِ ) .
قال ثم أصبحنا فاجتمعت بنو سليم وجاء العباس وخفاف فقال لهما دريد بن الصمة ولمن حضر من قومهما يا هؤلاء إن أولكم كان خير أول وكل حي سلف خير من الخلف فكفوا صاحبيكم عن لجاج الحرب