بلغني مقالتك يا خفاف والله لا أشتم عرضك ولا أسب أباك وأمك ولكني رام سوادك بما فيك وإنك لتعلم أني أحمي المصاف وأتكرم على السلب وأطلق الأسير وأصون السبية وأما زعمك أني أتقي بخيلي الموت فهات من قومك رجلا اتقيت به وأما استهانتي بسبايا العرب فإني أحذو القوم في نسائهم بفعالهم في نسائنا وأما قتلى الأسرى فإني قتلت الزبيدي بخالك إذ عجزت عن ثأرك وأما مكالبتي الصعاليك على الأسلاب فوالله ما أتيت على مسلوب قط إلا لمت سالبه وأما تمنيك موتي فإن مت قبلك فأغن غنائي وإن سليما لتعلم أني أخف عليهم مؤونة وأثقل على عدوهم وطأة منك وإنك لتعلم أني أبحث حمى بني زبيد وكسرت قرني الحارث وأطفأت جمرة خثعم وقلدت بني كنانة قلائد العار ثم انصرف فقال خفاف أبياتا لم يحفظ الشيخ منها إلا قوله .
( ولم تقتُل أسيرَك من زُبيدٍ ... بخالي بل غَدَرْتَ بمُسْتقادِ ) .
( فَزنْدُك في سُلَيْم شر زَنْدٍ ... وزادُك في سُلَيْم شَرُّ زادِ ) .
فأجابه العباس بقوله .
( ألا مَنْ مُبلغٌ عنِّي خُفافاً ... فإنّي لا أحاشِي من خُفافِ ) .
( نكحتَ وليدةً ورضعتَ أخْرَى ... وكان أبوكَ تحْمِلهُ قَطافِ ) .
( فلستُ لحاصِنٍ إن لم نُزِرْها ... تُثيرُ النَّقعَ من ظَهْر النِّعافِ ) .
( سراعاً قد طواها الأينُ دُهْماً ... وكُمتاً لونُها كالوَرس صافِ ) .
قال ثم كف العباس وخفاف حتى أتى ابن عم للعباس يكنى أبا عمرو بن بدر وكان غائبا فقال يا عباس ما نقول فيك إلا خيرا إلا وهو