كان في ملأ من بني سليم فقال لهم إن عباس بن مرداس يريد أن يبلغ فينا ما بلغ عباس بن أنس ويأبى ذلك عليه خصال قعدن به فقال له فتى من رهط العباس وما تلك الخصال يا خفاف قال اتقاؤه بخيله عند الموت واستهانته بسبايا العرب وقتله الأسرى ومكالبته للصعاليك على الأسلاب ولقد طالت حياته حتى تمنينا موته فانطلق الفتى إلى العباس فأخبره الخبر فقال العباس يا بن أخي إن لم أكن كالأصم في فضله فلست كخفاف في جهله وقد مضى الأصم بما في أمس وخلفني بما في غد فلما أمسى تغنى وقال .
( خُفافٌ ما تزال تجرُّ ذيلاً ... الى الأمرِ المُفارِق للرَّشادِ ) .
( إذا ما عاينتك بنو سُلَيمٍ ... ثَنَيْت لهم بِداهيةٍ نآدِ ) .
( وقد علم المَعاشِرُ من سُلَيْم ... بأنّي فيهمُ حَسَنُ الأيادي ) .
( فأَورِدْ يا خُفافُ فقد بُلِيتم ... بني عوف بحَيَّة بَطْن وادي ) .
قال ثم أصبح فأتى خفافا وهو في ملأ من بني سليم فقال قد